كتب الصحافي أنطوان غطاس صعب :
تضجّ الساحة السياسية بكثير من التطورات الداخلية الإقليمية والدولية، وما بينها من حرب طاحنة تدور رحاها من غزة إلى الجنوب، وقد بات ثابتاً أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يتمكن على الرغم من مساعيه، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً ومعه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من محاولة فصل مسار الجنوب عن غزة من أجل تمرير الاستحقاق الرئاسي رئاسي.
من هنا تأتي المبادرات الداخلية لعلها تحقق خرقاً في الجدار المسدود، لكن حتى الساعة، فكثرة المبادرات لا تشي بأن هناك تجاوب من قبل كافة الأطراف، الأمر الذي يقوله أحد نواب اللقاء الديمقراطي، أنه من خلال الجولات التي حصلت حتى الساعة لم نلقَ أو نحظَ أي مواقف موحدة من كل الأطراف على حدّ سواء، وبمعنى آخر، التباينات بين الكتل النيابية هائلة، فكلّ يريد هذا المرشح وذاك، والبعض لا يريد الحوار أو التشاور، وكل فريق له أجندته السياسية، منها الداخلية والإقليمية وسواها، ما يعني ثمة عقد كثيرة تحتاج إلى تسوية دولية، لكن الحوار بين الأطراف يساهم ويساعد على تنقية الأجواء، إنما الرئيس لن ينتخب إلا بقرار دولي كبير، وعلى هذه الخلفية، علم أن حراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ليس بهدف تسويق مبادرة معينة، إنما للتشاور ووضع رؤية وأفكار أمام الذين يلتقاهم، حيث دشّن زيارته الأولى للبطريرك الماروني الماردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، ومن ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وستليها لقاءات مع سائر الكتل والأفكار التي يطلقها باسيل، والفحوى أنه لا يمكن التمسك بحصرية ترشيح رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، فيما أيضاً لا يقبل بأن يبقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يقبل بالحوار أو حتى التشاور، لذلك فباسيل يرى في حال الطريق المسدود للوصول إلى آلية لانتخاب فرنجية أو مرشح التقاطع الوزير السابق جهاد ازعور، عندئذ قد يكون هناك مخرج بأن يفتح مجلس النواب وتعقد جلسة، وعندها يطبق الدستور وينتخب الرئيس، ودون ذلك ثمة صعوبة لإجراء أي انتخابات، بل سيستمر الشغور الرئاسي لسنوات وربما لأكثر من ذلك بكثير.