كتب وجدي العريضي : يشكل الناشط السياسي الشيخ سعيد طوق حالة ودينامية تعتبر الأبرز، نظراً لاستشرافه كل المراحل، أكان على الصعيد الداخلي أو الإقليمي والدولي، وقد أصاب في قراءته السياسية وتوقعاته للملفات الكبيرة بناء على علاقات وصداقات يملكها، ودائماً يجيرها لصالح بلده، بمعنى أنه لا يتبع لهذا الفريق أو ذاك، أو هذا المحور وسواه، إنما الصدقات التي يفتخر بها ونهجه من الثوابت، وعلى هذه الخلفية يبرز الدور الروسي اليوم المتنامي والمتفاعل دولياً وفي المنطقة، وما شهدته سوريا من تطور على الصعد كافة ، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في قمة المنامة والحفاوة التي حظي بها، والتحولات التي حصلت في سوريا في الآونة الأخيرة، ربطاً بدور موسكو الكبير، وليس محصوراً فيها فقط، بل يتعداها إلى دول المنطقة برمتها، وخصوصاً العلاقات الصينية-الروسية التي شهدت قمة نوعية بين الرئيسين الروسي والصيني، ما يعني أن موسكو اليوم في موقع عالمي، تتخطى ما عداها في ظل الدور الذي تقوم به كما يشير طوق.
أما على الصعيد الداخلي، فيدعو الشيخ سعيد طوق إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فمن المعيب أن نبقى ندور في هذا الترف السياسي والحلقة المفرغة، فيما لبنان يحتضر، فمن حق أبناء هذا البلد أن يتمتّعوا بحياة كريمة وبحبوحة وأمن واستقرار، بعدما سلبت أموالهم من المصارف، وبعد المعاناة والتهجير والهجرة وكل الظروف الصعبة التي يمرون بها، داعياً الجميع إلى وقفة مسؤولة، وأن يكون الولاء الوطني يتخطى ما عداه، وأن نحافظ على صلاحيات رئيس الجمهورية، وعدم انتهاك الدستور، لأن الدستور مقُدّس ، وهذا ليس بعداً طائفياً بل وطنياً واحتراماً للدستور، ولا ننسى ما كان يردده الرئيس الراحل فؤاد شهاب عندما كان يقول لنعود إلى الكتاب.
وأخيراً، تبقى بشري بالنسبة للشيخ سعيد طوق قبلة الأنظار على أبواب الصيف وموسم السياحة والإصطياف، داعياً إلى زيارتها والتمتع بجمالها واستشراف التاريخ والماضي والحاضر، لما تحتويه من تجذر في التاريخ، حيث جذوره ضاربة في أرزاتها وفي كل بقعة في بشري، التي تستحق كل الإنماء والتنمية والتطلع لما تحتاجه من المسؤولين.