- Advertisement -

- Advertisement -

مبادرة “الإعتدال” تخرق الجمود لكنّ المشكلة عند الحزب…هل يتنازل عن مرشحه؟

المركزية – من المبكر جدا الحكم على نتائج المبادرة التي يقوم بها نواب “كتلة الإعتدال”. لكن غالبا ما يمكن قراءة المكتوب من عنوان الرسالة.

نقطتان أساسيتان تتضمنهما المبادرة الأولى التشاور بين الكتل والثانية عقد جلسات إنتخابية مفتوحة. في مسألة التشاور بين الكتل النيابية تم التوافق على أن تسمي كل كتلة ممثل لها للتحاور حول النقاط والمواصفات والمعايير التي يفترض أن تتوفر في المرشح المفترض لرئاسة الجمهورية. ومن المعايير المفترضة الالتزام باتفاق الطائف والدستور، وأن يتمتع الرئيس المرتقب بعلاقات جيدة مع الداخل والخارج، ولا يكون مستفزاً لأي طرف ولا يشكل غلبة لطرف على حساب الآخر، وأن تكون لديه رؤية اقتصادية، وقادر على استعادة وتحسين العلاقات مع الدول العربية، وغيرها من الأفكار.

ثمة إجماع لدى كتل المعارضة التي جالت عليها الكتلة وهي، القوات اللبنانية والكتائب وكتلة تجدد ومن ستشملهم حتى يوم الخميس المقبل حيث يكون مسك الختام مع كتلة الوفاء للمقاومة، على أن المبادرة حرّكت الملف الرئاسي، خصوصا في ظل ما ذكر عن موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري عليها والتعاطي الإيجابي من قبل بعض نواب المعارضة بعد دراسة بعض التفاصيل والضمانات.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

حتى الساعة، تشير المعطيات إلى أن نواب الكتلة ينقلون في لقاءاتهم على الكتل التي يجولون عليها مواصفات الرئيس التي حددتها اللجنة الخماسية علما أن النائب في كتلة الإعتدال عبد العزيز الصمد نفى عند سؤاله عن وجود طلب خارجي من التكتل لكي يتحرك رئاسيا وقال “نحن مجموعة مستقلة لا نتلقّى إيعازاً من احد ويعنينا البلد فقط. بدليل انّ لا اسم مرشحاً لدينا حتى الآن، وسنرى نتائج اجتماع الكتل التي تملك كل مجموعة منها اسماً معيناً، وفي ضوء التشاور يمكن ان نختار اسماً”.

الجواب الأكثر التصاقا بالواقع يرتبط بتزامن مبادرة كتلة الإعتدال مع حراك اللجنة الخماسية وهذا ما تؤكد عليه مصادر نيابية لـ”المركزية” شاركت في اللقاء الذي جمع كتلتها وكتلة الإعتدال. وتلفت إلى أن “المسعى الذي يكسر الجمود في الملف الرئاسي، وقد يكون حرك النوايا في المياه الراكدة إلا أنه حتما لن يعجل في الوصول إلى خواتيم سعيدة في المدى المنظور”.

المصادر نفسها تضيف أن “لا ضمانة في نجاح المبادرة لأن المشكلة الأساسية تكمن في المواصفات والشروط التي يفرضها حزب الله، يضاف إلى ذلك إصراره على عدم التخلي عن مرشحه النائب السابق سليمان فرنجية. وإذا استمر في هذا المنحى فالشك كبير، على رغم وعد الرئيس نبيه بري، في أن تشارك كتلة “التنمية والتحرير” في جلسات الحوار أو ما سمي بجلسات النقاش قبل الولوج إلى جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية”. بناء على ذلك، تختم المصادر بالتأكيد على أن المبادرة ليست إلا “محاولة لتعبئة الفراغ في الوقت الضائع”.

النائب في كتلة نواب الكتائب الياس حنكش الذي شارك بدوره والنائب نديم الجميل في اللقاء مع نواب من كتلة الإعتدال يؤكد لـ”المركزية” أن “مسعى التكتل أحدث خرقاً في الجمود الرئاسي وتلقفناها ككتلة نواب بإيجابية. وسيصار إلى مناقشة الطروحات التي تقدم بها كل من النائبين سجيع عطية واحمد الخير في اجتماع داخل الحزب”.

وإذ يلفت حنكش إلى أن هذه الخطوة ” هي واحدة من المحاولات مع فارق انها لاقت تجاوبا مع بعض مطالب المعارضة، إلا أن السؤال الذي يطرح لماذا لا يصار الى التخلي عن اسماء المرشحين قبل التوجه الى جلسات النقاش؟ إلا أننا لن نضع هذا الطرح كشرط مسبق قبل مناقشته داخل الحزب مع الإشارة إلى أن التنسيق قائم مع كافة أفرقاء المعارضة”.

المقترحات التي تحملها كتلة الإعتدال تتلاقى مع ما تطرحه المعارضة منذ البداية وتشدد عليه تطبيقاً للدستور. فهل تبدلت المعايير أو مواصفات الرئيس لدى “الإعتدال” وهل تتضمن سلة المقترحات التي تجول بها موضوع سلاح حزب الله وماذا يريد الأخير من خلال إصراره على استمرار النزف الحاصل في الجنوب؟”.

بالنسبة إلى التكتل تؤكد مصادره لـ”المركزية” أن موقفها واضح من مواصفات الرئيس وهي تتطابق حتما مع المواصفات والمعايير التي حددتها “الخماسية”. وتلفت إلى أن النقاشات مع الكتل لا تتضمن مسألة السلاح ولا الاستراتيجية العسكرية، لأن التركيز هو فقط على ملف الرئاسة وضرورة الإسراع في انتخاب رئيس لإنقاذ الوطن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخه”.

النائب بلال الحشيمي يعتبر أن النوايا غير موجودة لدى حزب الله “والسؤال الذي يجب أن يطرح عليه هل لا يزال مصرا على مرشحه سليمان فرنجية؟ إذا كان الجواب إيجابا فهذا يعني أن الأمل مفقود من هذه المبادرة وسواها”. وإذ يثني على المبادرة والجهد الذي يبذله نواب “الإعتدال” لأنهم “حركوا العجلة “، إلا أنه يؤكد عبر “المركزية” أن العقدة الأساسية موجودة عند الحزب دون سواه من باقي الكتل والنواب المستقلين.

ويضيف:”المشكلة غير مرتبطة بالإسم إنما بالمواصفات، والأخيرة واضحة لدينا.المطلوب رئيس يحفظ سيادة الوطن ودستوره ويكون منفتحا على محيطه العربي، في حين أن مواصفات الرئيس لدى حزب الله  حماية سلاحه وإقامة علاقات مع محور الممانعة”. ويخشى الحشيمي أن يزداد تمسك الحزب بهذه المواصفات بسبب الضربات الإسرائيلية على الجنوب واستباحة الأجواء اللبنانية ويستطرد “كلنا مقاومون لكن الأساس إقامة علاقات مع العالم العربي لإعادته إلى الخارطة العربية فهل سيقتنع الحزب بذلك؟”.

التجارب مع جلسات الحوار أو التشاور أو النقاش عديدة منذ العام 2005 حتى 2015 وجميعها كانت على سبيل تعبئة الوقت الضائع . “وما المسعى الذي تقوم به كتلة الإعتدال اليوم من خلال هذه المبادرة إلا واحدة من محاولات فكفكفة شيفرة عقدة الملف الرئاسي” ويختم الحشيمي” طالما أن الحزب متمسك بمرشحه لا أمل بالوصول إلى أي حل في الملف الرئاسي. وأعتقد أن الحزب اليوم من خلال الحرب التي يخوضها في الجنوب سيزداد تمسكا وإصرارا على شروطه. لكن موقف المعارضة واضح والمواصفات لم تتغير لأن الأزمة لن تنتهي بانتخاب رئيس وستتكرر مع تشكيل الحكومة. وإذا تشكلت لن نرضى بشعار “جيش شعب مقاومة” في بيانها بعد اليوم وسنطالب بأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الشرعية والجيش اللبناني وإلا على لبنان السلام”.

جوانا فرحات – “المركزية”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد