تصدّرت عودة اللجنة الخماسية المولجة مساعدة اللبنانيين لإنتخاب رئيس جمهوريتهم المشهد السياسي في الأيام الأخيرة وخطفت الإنتباه عن بشاعة محرقة الابادة الجماعية التي تمارسها دولة الكيان بغطاء أميركي وقح وتواطؤ عربي مقيت. لكن بالرغم من دينامية الحراك المثقل بجرعة دسمة من التفاؤل والتصريحات المنمّقة عند أبواب المقرات الرسمية، تبقى الفعالية هزيلة كمن يلاعب طواحين الهواء لعدم نضوج القرار الأميركي- الغربي بملاقاة هذا الجهد.
فأولوية واشنطن في الوقت الراهن تتمحور حول تأمين سلم آمن للهبوط الاضطراري لنتياهو وحكومته المبعثرة قبل أن تستنزف وتغرق بقية وحدات نخبه برمال خان يونس ورفح،كما أن استمرار الحرب بات يزعج واشنطن ويضر بمصالحها ويفرمل خططها المستقبلية الاستعمارية لدول منطقتنا.
تبقى هوية الموفدين لبيروت والمنطقة من عيار بلينكن وهوكستين وبربرا ليف مؤشرا جليا عن تصميم إدارة بايدن على إنهاء حرب غزة وعودة الهدوء لحدود فلسطين المحتلة شمالا ليس تحولا استراتجيا عميقا أو رعبا من عدالة اممية جنوب أفريقية أو احتراما لمشاعر حكام جزيرة العرب بل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والحفاظ على هيبة دولة الاحتلال من خطر وجودي صريح.
![Ralph Zgheib – Insurance Ad](https://jbeiltoday.com/wp-content/uploads/2022/06/C8AE0958-6851-4740-9ABC-D73667C80E6A.webp)
أما بما خص الخماسية فلا ضير لواشنطن من مراوحة الفراغ لوجود رهطا من الحلفاء والأصدقاء يمسكون بناصية القرار المفصلي لما بقي من أطلال جمهورية متهالكة باتت تتضرع عجائب القدسين لإعادة ترميمها. لذا ستكون الأنظار بالقادم من الأيام مشدودة للحراك الغربي المتنقل بين عواصم العالم لانضاج صيغة وقف إطلاق نار والشروع بمناقشة مرحلة ما بعد الحرب كي نتلمس انعكاسها الإيجابي على منطقتنا.
فادي.م.حيدر – كاتب سياسي