المركزية – وكأنّ أزمات اللبنانيين كلّها حُلّت ولم يعد هناك سوى أزمة مكان الاحتفال بقدّاس عيد مار مارون. فمنذ أُعلنت الدعوة إلى القدّاس الإلهي الذي يحتفل به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمناسبة عيد شفيع الطائفة المارونيّة، خرج الغيارى على الدين والقلقون على التقاليد سائلين عن سبب نقل القدّاس من كنيسة مار مارون في الجميزة إلى كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت، علمًا أنّها ليست المرّة الأولى التي يقام قدّاس العيد فيها، إذ في عام ٢٠١٠ التي كانت سنة اليوبيل المئوي السادس عشر لوفاة القديس مارون، وفي حين أنه من المنطقي إقامة الاحتفال في الكنيسة التي تحمل اسمه، احتفل البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير بهذه المناسبة في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت بحضور كنسي وسياسي وشعبي، وعام ٢٠١٢ احتفل البطريرك الراعي بعيد مار مارون في الكاتدرائيّة عينها بحضور رسمي وشعبي أيضًا.
“المركزية” اتصلت بمطرانية بيروت المارونية لاستيضاح الأسباب الحقيقية التي تقف خلف نقل القدّاس هذا العام، فلفتت مصادرها إلى أن “منعًا لأيّ تأويل أو لغط، هناك أمران لا ثالث لهما: الأول الإفساح في المجال أمام أبناء رعيّة مار مارون في الجميزة أن يحتفلوا بعيد شفيعهم براحة وهدوء بعيدًا من التدابير الأمنية التي تواكب الاحتفال بهذا العيد، وهذا نزولًا عند رغبة عدد منهم كما ذكر مرارًا كاهن الرعيّة، لاسيّما أنّه، وإن كانت الدعوة عامّة فإن الحضور السياسي لا يغيب عن هذا القدّاس مع ما يرافقه من اجراءات أمنية وغيرها، بالإضافة الى الحضور الشعبي من مختلف المناطق. أما الأمر الثاني فهو الافساح في المجال أمام كلّ من يرغب، المشاركة في القدّاس الإلهي مع صاحب الغبطة والتبرّك من ذخائر أبينا القدّيس مارون”.
وعمّا إذا كانت وُجِهَت دعوات رسميّة للمشاركة في القدّاس ولاسيّما أن البطريرك الماروني هو من سيحتفل بالذبيحة الإلهيّة، تجيب المصادر أنّه “في غياب رئيس الجمهورية لا دعوات رسميّة وُجِهت، فالدعوة عامّة وأبواب الكاتدرائيّة مفتوحة أمام الجميع، مؤمنين وسياسيين ورسميين، للمشاركة مع صاحب الغبطة والنيافة في الاحتفال بعيد القدّيس مارون”.
خاص – “المركزية”