أشارت معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة الى أنّ “الخماسية” ماضية في بناء أسس لما سمّتها المصادر “مبادرة جديدة” ستطرحها في وقت قريب”.
وأكدت مصادر المعلومات انّ السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون وكذلك الفرنسية هيرفيه ماغرو على خط المشاورات المكثفة في غير اتجاه، فيما أعادت قطر تزخيم حركة وساطتها في بيروت، وكشفت عن لقاء لسفراء دول “الخماسية” في لبنان خلال الساعات المقبلة، مع ترجيح انعقاده في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في اليرزة، وسيكون مُكمّلاً للحراك الديبلوماسي العلني الذي تجلّى في زيارتَي السفير السعودي وكذلك المصري علاء موسى لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
وإذا كانت زيارتا السفيرين السعودي والمصري الى عين التينة قد أكدتا على توجّه “الخماسية” الفاعل هذه المرة للدفع بالاستحقاق الرئاسي الى الامام، فإنّ الترقب يبقى سيد الموقف لما يمكن أن يتمخّض عنه الاجتماع المنتظر للجنة، وبحسب معلومات مصادر مواكبة لمسعى “الخماسية” لـ”الجمهورية” فإنّ هذا اللقاء مرجّح انعقاده في العاصمة الفرنسية، تليه زيارة لموفد اللجنة جان إيف لودريان إلى بيروت في اواسط النصف الاول من شباط المقبل، حاملاً معه أفكاراً جديدة لدفع اللبنانيين الى التوافق على رئيس”.
واذا كانت محادثات السفيرين السعودي والمصري في عين التينة قد كشفت عن انّ اللجنة الخماسية في مهمتها الجديدة لن تدخل في لعبة الاسماء، او ما يسمّى الخيار الأول او الثاني او الثالث، او تزكّي مرشحين معينين لرئاسة الجمهورية، بل انّ قاعدة عملها ترتكز على محاولة تظهير المواصفات التي ينبغي أن يتحلى بها رئيس الجمهورية، ومن ثم البناء على ذلك في حركة الاتصالات والمشاورات التي ستحصل مع الاطراف في لبنان لبناء أرضية للتوافق فيما بينهم، فإنّ مصادر ديبلوماسية على صلة بحراك “الخماسية” أوضحت لـ”الجمهورية” أنّ اللجنة في مهمتها الجديدة ليست معنية بفرض خيارات رئاسية على اللبنانيين، بل تتحرّك من موقعها كعاملٍ مساعد للسياسيين في لبنان على اختيار رئيس للجمهورية. ما يعني ان الكلمة الاخيرة لهم. وضمن هذا السياق تندرج مهمة لودريان المقبلة”.
وكشف ديبلوماسي عربي لـ”الجمهورية” ان “فكرة إجراء حوار بين اللبنانيين متداولة داخل “اللجنة الخماسية”، سواء في بيروت او في واحدة من عواصم دول الخماسية، مشيراً الى أنّ قطر قد لا تمانع في استضافة حوار رئاسي لبناني، الا أنّ هذه الفكرة ليست ناضجة حتى الآن، لا سيما أنّ بعض أعضاء “الخماسية” يتحدّثون صراحة عن أولوية مواكبة الدول لتطورات المنطقة وتداعيات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، ويفضّلون إن توافقَ اللبنانيون على إجراء حوار فيما بينهم، أن يحصل هذا الحوار في بيروت بمواكبة مباشرة من اللجنة الخماسية”.
المصدر: “الجمهورية”