بقلم : أنطوان غطاس صعب / تعاود اللجنة الخماسية الدولية العربية حول لبنان، تحرّكها الهادف إلى إيجاد حلّ لمشكلته الرئاسية، حيث إستعاض سفراءها في بيروت عن زيارة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، بإستقباله السفيرين السعودي وليد البخاري والمصري علاء موسى يوم أمس في عين التينة، وتطرّق معهما إلى السّبل الآيلة إلى تسهيل إنتخاب رئيس الجمهورية.
وقد إعتبر برّي أمام السفيرين،على ما نقلت محطة “أم تي في” ، “أن صحّة البلد مش منيحة” في رسالة منه حول ضرورة العمل لمساعدة لبنان،
مشيراً إلى كون “ملفّه معقّد، وإذا أنا قدّمت عليه بسقط”.
إذا البلد “مريض” ، وصحته “منقوفة” كما يُقال بالعاميّة، ولكن ما الدّواء أو العلاج ليستعيد عافيته ؟
الجواب بسيط، وإختصره ذات يوم رئيس الجمهورية الأسبق اللواء فؤاد شهاب، باني المؤسسات في لبنان، بالقول :”شوفوا الكتاب” ( الدستور ) شو بيقول”. ولكن ما فات فخامته في ذاك الزمان، أن يستشرف الفشل الجماعي لممثلي التركيبة السياسية الحالية، في تطبيق الدستور، كي لا نقول أنهم لم يقرأوه ويطّلعوا عليه من الأساس.
ثم ان لبنان “المريض”، والذي يفتقد المواطنون فيه لأدوية الأمراض المزمنة كما الخدمات الإستشفائية، حتى بات الدخول إلى المستشفى ترف للأغنياء والميسورين، لا يستطيع أن يكمل ويعيش دون أن يتنفّس من رئتيه العربية والدولية، أي أن يلتزم بمندرجات الإنضمام إلى الشرعيتين، خصوصاً وأنه مؤسّس ومساهم في نشأتهما، ويحافظ على علاقاته الطبيعيّة معهم كما كان في السّابق.
وهكذا يتكامل دستورنا والموثيق الدولية في تأمين الحماية للبنان، حتى لا تسوء حالته أكثر ويصبح بحاجة إلى غرفة الإنعاش، دون أن يفوتنا أننا نسعى اليوم لحماية دولية موجودة أساساً في قرارات دولية ذات الصلة بلبنان، كلّفنا بعضها الكثير من الدماء.
وهكذا، علينا في البدء، أن نساعد أنفسنا، قبل أن نطلب مساعدة الخارج، الغارق في مشاكله الداخلية، دون أن ننسى أنه في “وقت الجدّ”، تتقدّم مصالحه القومية على بقية الإعتبارات. هكذا أصلاً يتصرّف رجال الدولة في البلدان المتقدّمة.
على أمل أن نتّعظ، ونستوعب ما يدور من حولنا، على صعيد إعادة تشكيل المنطقة وفق ترتيبات جيوسياسية مختلفة عن حقبتي الحربين العالميتين الأولى والثانية.