حملات هائلة وقوية جداً شُنّت على التيار الوطني الحر منذ العام ٢٠١٩ حتى الانتخابات النيابية عام ٢٠٢٢، و الهدف الأساسي منها كان إضعاف هذا التيار و إنهاؤه. اموال طائلة صُرِفَت لمؤسسات اعلامية، حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لإعلاميين او سياسيين، حتى إلى مؤثرين على مواقع التواصل، سواء على الإعلام او على الأرض بين الناس. هذا يعني ان في الوقت الذي كان فيه التيار يطمح لوقف مشروع التوطين و عودة النازحين الكريمة إلى بلادهم، ترسيم حدود لبنان البحرية، تنفيذ التدقيق الجنائي، محاربة الفساد، بدأ أركان المنظومة الفاسدة حملتهم الإعلامية قبل ثلاث سنوات من استحقاق الانتخابات النيابية ولم يفوتوا اي فرصة يستطيعون مهاجمة التيار فيها او الجنرال ميشال عون او الوزير جبران باسيل الذي تلقى الهجمات الأعنف لانه تلميذ العماد عون في السياسة و يشكل خطراً كبيراً على منظومة الفساد الحاكمة منذ ثلاثين عاما. و عند اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية بدأت الحملات تشتد على هذا التيار الذي كان يواجه دولاً خارجية، نعم فمَن مِن الشعب اللبناني لا يذكر الاعترافات الصريحة و الواضحة من رؤساء الأحزاب ومسؤولين حزبيين من خصوم التيار بأنهم يتلقون أموالا من دول خارجية.
الصمود في الإنتخابات
كما دُفعت اموالا طائلة على الإعلانات في الطرقات و لمؤسسات اعلامية و لحسابات مؤثرة على مواقع التواصل و النقطة الأهم هي لشراء الأصوات اي لمفاتيح انتخابية او حتى لكل صوت منفرد. فمن منا لا يذكر الكلام التافه والفارغ الذي صدر عن بعض محازبي و مناصري الخصم الأول للتيار اي القوات خلال انتخابات المغتربين اللبنانية على سبيل المثال “عصرنا الليمونة”، وأيضا الكلام الذي صدر عن مرشحي القوات و الكتائب في البترون اي مجد حرب و غياث يزبك بأن مشروعهم السياسي هو فقط إسقاط جبران باسيل.
حزب القوات صرف ١٦ مليون دولار أمريكي فقط على الإعلانات على الطرقات، فكيف ان تكلمنا على شراء الأصوات الهائل خاصةً في قضاء البترون لكسر الوزير باسيل حيث تخطى ثمن الصوت الواحد ال٥٠٠٠ دولار أمريكي، اضافة إلى حصار التيار بالتحالفات مع بعض من تحالف معهم التيار في انتخابات ٢٠١٨ و الذين اختاروا اللحاق بلوائح أخرى لأسباب عديدة ومختلفة (نعمة افرام،ميشال معوض،ميشال ضاهر،عبد الرحمن البزري،…). فكم من شخصية في مناصب مهمة قالت لبعض مسؤولي التيار الحزبيين او لنوابه التالي:”اذا بتجيبوا اكثر من ٥ نواب او اذا الوزير جبران باسيل بينجح بالبترون بتكونوا أبطال”.
وانتهت المعركة الانتخابية، فكان اصعب استحقاق خاضه التيار منذ العام ٢٠٠٥ و ختمه بانتصار بفوزه ب٢١ نائب مع الحلفاء و الخصم الأول له أي القوات اللبنانية ب١٩ نائب مع حلفائهم . و كانت أبرز مفاجآت هذا الاستحقاق اكتساح التيار لقضاء عكار حيث فاز بثلاث مقاعد و خسر الثالث بفارق ٥٠ صوتاً و تحالفات التيار الممتازة في دائرة الشوف و عاليه التي منحته ثلاث مقاعد، و المفاجأة الكبرى كانت في قضاء بشري حيث سقط مرشح التيار الحزبي في بشري المحامي طوني متّى بفارق ٥٠ صوتاً فقط، ولو اخذ تيار المرده حاصله الثاني في قضاء الكورة اي زائد ٥٠ صوتاً لمرشحهم في قضاء الكورة كان فاز التيار الوطني الحر بحاصله الثاني في بشري.
استنهاض “التيار”
بعد هذا الاستحقاق الصعب الذي خرج التيار منه منتصراً، اخذ الوزير باسيل قراراً بإعادة تنشيط التيار مركزيا و في الاقضية وصولا إلى القرى والبلدات. فغيّرت قيادة التيار ما يجب تغييره من مسؤولين مركزيين وصولا إلى منسقي الأقضية و كل هيئة قضاء عدلت ما يجب تعديله في الهيئات المحلية. و النقطة الأهم التركيز على جيل الشباب الذي تخطى توقعات كل باقي الأحزاب الذين حاولوا عزل التيار. ففي ال٢٠٢٠ جمعت الجمعية العمومية لقطاع الشباب في التيار حوالي الألف شاب و صبية، و في ال٢٠٢١ نظم قطاع الشباب المخيم في بشتودار في البترون حضره ١٥٠٠ شاب. وفي ال٢٠٢٢ حضر المخيم ٢٠٠٠ شاب وفي ال٢٠٢٣ نظم القطاع مخيمين، أحدهما للمدارس الذي حضره ١٣٠٠ شاب و آخر للشباب و الجامعات حضره ١٢٠٠ شاب. اما ان تكلمنا عن نتائج انتخابات الجامعة اللبنانية الأمريكية التي كانت القوات تكتسحها في كل دورة وتحصل على ١٥ مقعداً مقابل صفر لباقي القوى الذي خرق فيها التيار بمقعدين في ال٢٠٢١ مقابل ١٢ للقوات و واحد للثورة و خرق فيها التيار ٤ مقاعد في ال٢٠٢٢ بالمقابل تراجع حزب القوات إلى ١٠ مقاعد وبقي مقعد واحد للثورة.
كذلك اكتسح التيار نقابتين من اهم النقابات في لبنان، نقابة المهندسين في لبنان الذي حصل مرشح التيار فيها على ١٩٩٤ صوتاً من اصل ٥٠٠٠ و حصد المرتبة الثانية بين المرشحين، و احتل المرتبة الأولى حليف التيار الوطني الحر -انتخابياً- مرشح تيار المستقبل الذي حصل على ٢٢٠٠ صوتاً. وكذلك انتخابات ٤ أعضاء مجلس في نقابة الأطباء الذي اكتسحها التيار وفاز بكل المقاعد، واول فائزبن كانا من الأطباء الملتزمين في التيار و يليهما طبيبان حليفان مقربان من التيار. كل هذه مؤشرات ايجابية لصالح التيار.
إن اللبنانيين بدأوا يرون الحقيقة، حقيقة ان التيار الوطني الحر هو الوحيد الذي يريد عودة النازحين السوريين، الوحيد الذي قاتل للتنقيب عن النفط و الغاز و نجح. هو الوحيد الذي أراد التدقيق الجنائي و نجح وانتشر التقرير الأولي للتدقيق. هو الوحيد الذي حارب حاكم مصرف لبنان محاسب مافيا الفساد في لبنان الذي أصبح ملاحقاً بفضل المحامي وديع عقل و طبعا الوزير باسيل و الجنرال ميشال عون و القضاة الشرفاء.
في القطاع السياحي لا يوجد اي نائب داعم لهذا القطاع بشكل قانوني اكثر من نواب التيار من مهرجانات الكورة برعاية النائب جورج عطا الله إلى مهرجان البقاع الغربي ومهرجان راشيا برعاية النائب شربل مارون، حتى مهرجانات الفلوكا في جبيل الذي كان من أكبر الداعمين له النائب سيمون ابي رميا وحتى مهرجان “بنص جونية” ومهرجان سد شبروح بدعم والنائب ندى البستاني. ولا ننسى أيضا مهرجان النبيذ في بحمدون من تنظيم النائب سيزار ابي خليل، وأخيراً لا احد يستطيع ان يتكلم بسلبية عن مهرجانات البترون وكل ما يفعله الوزير جبران باسيل من ترميم سوق دوما وفي بلدة بشعلة و تيار البترون في كل القضاء والمهرجان في منطقة المينا، شارع المينو في طرابلس، المنطقة المحرومة التي لا يوجد اي اهتمام بها من زعمائها.
هذه الأجواء الايجابية يواكبها نواب التيار وهيئات الأقضية والهيئات المحلية والمسؤولون الحزبيون قدر الإمكان والتواصل مع الأرضية التي تتحسن أصبح بشكل دوري و قوي من خلال تحسين العلاقات مع الناس وتحسين علاقات التيار السياسية مع عدة أطراف وشخصيات لعدة اسباب سياسية و غيرها سوف يحصد التيار ثمارها في الاستحقاقات القادمة، زائداً النشاط الحزبي الذي لا يهدأ منذ حوالي الثلاثة أشهر حتى اليوم في كل الأقضية والمناطق و مركزياً. فلا يكاد يمر أسبوع دون أن نرى تنظيم نشاط او تحرك في هيئة محلية او هيئة قضاء او اي من اللجان المركزية في التيار.
*ناشط في التيار الوطني الحر