لورا يمين
المركزية- سريعا، استنفرت الامم المتحدة ومعها العواصم الكبرى، لحل مسألة التوتر المستجد على الحدود الجنوبية الفاصلة بين لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة، على اثر نصب حزب الله خيمتين له في هذه المنطقة من جهة وقيام اسرائيل بضم الجزء اللبناني من “الغجر” الى اراضيها، من جهة ثانية.
قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو حط في السراي مطلع الاسبوع، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في حضور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي قال بعد الاجتماع “تم البحث في الأوضاع الأمنية في الجنوب، ونقلوا لنا مطلب الجانب الاسرائيلي بإزالة “الخيمة” فكان ردنا بأننا نريدهم أن يتراجعوا من شمال الغجر التي تعتبر أرضا لبنانية. ونحن من ناحيتنا سجلنا نحو 18 انتهاكا إسرائيليا للحدود”. كما التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لازارو والوفد مرافق .سفيرةُ فرنسا في لبنان آن غريو بدورها، زارت السراي، وعرضت لاوضاع المؤسسات في لبنان والوضع في الجنوب… الى ذلك، زارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا قصر بسترس وبحثت في الاوضاع في الجنوب مع بوحبيب.
اما الولايات المتحدة، فتحرّكت بـ”السلاح الثقيل”، على حد توصيف مصادر دبلوماسية. فقد اوفدت الى المنطقة المستشارَ الخاصّ للرئيس الأميركي اموس هوكشتاين، عرّاب اتفاق الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل. فقد وصل الرجل إلى تلّ أبيب، أمس، في زيارة وُصفت بـ”السرّية”، حيث التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، في حضور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، للبحث في عدد من المواضيع، من بينها التوتر بين إسرائيل وحزب الله.
وفي وقت من غير المستبعد ان يحط في بيروت في المرحلة المقبلة، وفق ما تقول المصادر لـ”المركزية”، فإنها تكشف ان هذا التأهّب الدبلوماسي يؤكد ان الامن الحدودي الجنوبي خط احمر واولوية مطلقة لدى المجتمع الدولي، الذي يريد المنطقة هادئة للتنقيب عن النفط بحرا بهدوء. كما انها تشير الى ان ما جرى في الميدان سيفتح الباب واسعا امام وساطة اميركية جديدة لترسيم الحدود برا بين لبنان واسرائيل مرة لكل المرات. وقد ابدى الجانبان اللبناني والاسرائيلي استعدادهما لذلك، في تكرار او “جزء ثانٍ” لوساطة هوكشتاين. وقد أكّد بو حبيب، أمس، أن “طرح الترسيم البري جنوباً جدّيٌّ”، مشيراً إلى أن الترسيم البرّي “هو الحلّ لمختلف الإشكالات على الحدود الجنوبية، وهو لا يعني تطبيعاً”، مضيفاً أن هنالك “13 نقطة خلافية على الحدود مع إسرائيل، 7 منها هناك اتفاق عليها، و6 تشكّل مادّة خلاف”.
ويبقى انه في حال نجحت واشنطن في تحقيق هذا الترسيم، فإنها ستنزع من يدي حزب الله، ذريعة اضافية للابقاء على سلاحه، بما انه يعتبر انه ضروري لتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة في الغجر وشبعا وكفرشوبا… فماذا بعد تحريرها دبلوماسيا؟!