أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم ان حزب القوات اللبنانية مع مبدأ الحوار بمعناه البناء والحضاري لحلحلة العقد والأزمات والمشاكل التي تواجه انطلاق عجلة المؤسسات الدستورية نحو قيام الدولة الحقيقية، الا انها حتما لن تقبل بالحوار الذي يدعو اليه الثنائي الشيعي عند كل استحقاق دستوري، بهدف تحقيق غاياته ومآربه السياسية الملتوية، وذلك على حساب الدستور واللعبة الديموقراطية، لاسيما ان التجارب السابقة مع فريق ما يسمى زورا بالممانعة، أتت مخيبة للآمال، وأثبتت عمليا عدم جدوى التحاور مع فريق لا يحترم كلمته ووعوده، فهل هناك من ينسى على سبيل المثال لا الحصر، انقلاب حزب الله على «اعلان بعبدا» بعد موافقته عليه؟
وعليه وصف كرم في تصريح لـ«الأنباء» الكويتية، الحوار الذي يريده الثنائي الشيعي ويسعى اليه، بـ «المكيدة»، وبتعبير ادق، بـ«المصيدة» التي تأتي له بالفرائس والمغانم السياسية، خصوصا ان حزب الله يراهن على تعددية الآراء ضمن فريق المعارضة وبين المستقلين والتغيريين، وذلك اعتقادا منه أن هذا التمايز قد يشكل امامه الممر الى ما يصبو إليه في خلفية دعوته الى الحوار، الا ان ما فاته او ما يحاول التهرب منه كحقيقة واقعية، هو ان القوات اللبنانية تشكل كفة التوازن معه، وستمنعه من سوق الاستحقاق الرئاسي بالاتجاه الذي يضمن له استمرار هيمنته على موقع رئاسة الجمهورية، وعلى القرار التنفيذي في حكومة العهد المقبل.
وردا على سؤال، رفض كرم ما يحاول فريق الممانعة تسويقه إعلاميا ولغايات سياسية، بأن فرنسا ترعى شؤون المسيحيين في لبنان، معتبرا ان فرنسا صديقة للبنان وتحرص على ترسيخ الاستقرارين الأمني والسياسي فيه، وهي مطالبة اليوم كما في كل وقت، بدعمه عبر الضغط على فريق الممانعة لوقف منهجيته المدمرة للحياة السياسية، وللعمل الديموقراطي الصحيح والسليم في مواجهة الاستحقاقات الدستورية، الا ان التمنيات شيء، والواقع شيء آخر مختلف كليا، ومفاده ان سياسة الإليزيه تتماهى اليوم ودون ادنى شك مع النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة العربية، وذلك لاعتبارات استثمارية واقتصادية لا تتوافق لا من قريب ولا من بعيد مع اعتبارات اللبنانيين لتحرير بلدهم من المحور الإيراني، ومن هيمنة السلاح غير الشرعي، مؤكدا بالتالي ان أي دعوة للحوار خارجية كانت ام داخلية، ستصطدم حتما بمسلة القوات اللبنانية، الا وهي عدم إعطاء حزب الله فرصة الجلوس معه الى طاولة الحوار، لاسيما انها لم تنس بعد تجاربها السابقة في التحاور مع فريق ينهي اتفاقاته ووعوده والتزاماته بمقولة «بلوا وشربوا ميتو».
وبناء على ما تقدم، ختم كرم مؤكدا ان المشهدية الراهنة بالتوازي مع توازن القوى في مجلس النواب، لا توحي بأنه سيكون للبنان رئيس للجمهورية في وقت قريب، خاصة ان الاستحقاق الرئاسي مرتبط بالمعركة السياسية حول هوية لبنان.