- Advertisement -

- Advertisement -

“الثنائي” يرفض أزعور: وديعة أميركية داخل قصر بعبدا “زرّه” الفعليّ في واشنطن

في ميزان الثنائي الشيعي يتقاطع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور عند نقطة تلاقٍ واحدة: هما مرشّحان آتيان من الشمال اللبناني. الأوّل من زغرتا والثاني من الضنّية، ولا قواسم مشتركة أخرى. نوّاب حركة أمل يصفون أزعور بـ “الخيار التعطيليّ والتخريبيّ” ونواب الحزب يرون فيه “مرشّح الخضوع والإذعان والاستسلام”.

في السياق العامّ تكتسب معركة الثنائي ضدّ مؤيّدي جهاد أزعور الأربعاء المقبل طابع “تكسير الرؤوس”.. إذا لم يتمّ تأجيل جلسة الانتخاب. والسؤال الكبير الذي تردّد في الأروقة الداخلية أخيراً: هل قرّر الثنائي الشيعي خوض معركة تكريس الحجم النيابي لفرنجية على قاعدة “اللهمّ إنّنا حاولنا”، مع العلم المسبق بصعوبة تخطّيه لرصيد أزعور بالأصوات.

يكمن رفض الثنائي القاطع للسير بخيار أزعور أوّلاً في تمسّكهم بسليمان فرنجية، وثانياً في اعتبار أزعور مرشّح قوى 14 آذار، بغضّ النظر عن “خطيئة” باسيل في تأييده.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يقول مصدر قريب من الحزب لـ “أساس”: “تختلف منطلقات تأييد برّي والسيّد حسن نصرالله لسليمان فرنجية. الأوّل يرى فيه مظلّة سياسية حامية لاستمرارية إمبراطوريّته داخل الدولة العميقة، أقلّه على مدى السنوات الستّ المقبلة، وهي المرحلة التي ستشهد ترتيب خروج “الأستاذ” نهائياً من ملعب السلطة من دون وجود وريث حتى الآن يلوح بالأفق. والحزب، في المقابل، تعاطى مع فرنجية منذ عام 2016 لدى انتخاب ميشال عون بصفته المرشّح الأوّل والأوحد بعد “الجنرال”، فكيف الحال إذا صنّفه مسار الربح والخسارة في المنطقة منتصراً وفارضاً للشروط. أمّا أزعور بشخصه فيرى فيه الحزب وديعة أميركية داخل قصر بعبدا “زرّه” الفعليّ في واشنطن، وسياساته الماليّة الإصلاحية ووصوله يشكّلان هزيمة مباشرة لسلسلة مكتسبات راكمها منذ عام 2006 وأدخلته نادي “تطويب” رؤساء جمهورية غير معادين لمحور المقاومة”.

وفق معلومات “أساس” لم يؤدِّ اللقاء الذي جَمَع أزعور مع أحد نواب كتلة الوفاء للمقاومة قبل أسابيع إلى أيّ تبدّل في نظرة الحزب إلى ترشيح “الموظّف” في صندوق النقد الدولي التي تمثّل مرحلة كرّست، برأي مقرّبين من الحزب، مشروع انقلاب حقيقي على المقاومة.

تفيد المعلومات أنّ الحزب أبلغ أزعور مباشرة أنّ “فرنجية هو مرشّحنا الثابت، ولتكن اللعبة ديمقراطية”، مع تأكيد أنّ المشكلة الكبرى هي في الفريق الداعم له أكثر بكثير من المآخذ على “سيرته” ومواقفه المُبهمة حيال مرحلة ترسيم الخيارات السياسية.

آنذاك لم يكن التيار الوطني الحر قد اصطفّ نهائياً إلى جانب جهاد أزعور ولا التحقت كتلة جنبلاط بمعسكر المؤيّدين لوزير المال السابق، وكان ثمّة رهان من قبل الحزب على جذب أصوات إضافية لصالح فرنجية.

فعليّاً في كواليس الحزب من كان يحذّر من معادلة مسيحية ثلاثية، مارونية تحديداً، قد ترسمها تطوّرات المرحلة في حال لم يتمّ التمسّك بترشيح فرنجية. تقول شخصية قريبة من الحزب: “تخيّلوا أزعور رئيساً للجمهورية وحكومة تكنوقراط كرئيسها، ثمّ يُعيَّن قائد للجيش وحاكم لمصرف لبنان وفق خيار أميركي محض”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد