- Advertisement -

- Advertisement -

حركة تصاعدية داخلية لحل قبل تموز؟

المركزية – على مقلب المشهد الرئاسي، بدا ان ثمة بعض رياح تفاؤلية او مريحة نسبيا الى الحركة الداخلية الناشطة علها تؤدي الى “حل من داخل”، وهي أجواء تعكس دفعا واضحا لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد قبل تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان، بحسب “النهار”.

وفي السياق، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى أن الحركة السياسية التي سجلت مؤخرا تعطي الانطباع أن الملف الرئاسي دخل مرحلة جديدة من التشاور المحلي تمهيدا للأنتقال إلى مرحلة متقدمة فيه، ملاحظة أن هذا التحرك لا يعني أن تطورا ما قد يحصل.

واشارت الى أن الحركة الداخلية تتفاعل بموازة جولة للسفير السعودي تؤكد أهمية المساعي الداخلية مشيرة الى ان المهم هو النتائج والنية لإنهاء الشغور الرئاسي قريبا.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وتساءلت مصادر سياسية عن المنحى الذي يسلكه مسار الانتخابات الرئاسية بعد الحراك الديبلوماسي المتواصل الذي شمل اربع دول معنية بالوضع اللبناني، وازمة إنهاء الفراغ الرئاسي، بدأها وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان بزيارة لبنان، في حين تولت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية شاي في جولة شملت عددمن المسؤولين والسياسيين شرح موقف بلادها، وكانت قد سبقتها سفيرة فرنسا في لبنان بذات المهمة، بينما تولى سفير المملكة العربية السعودية، حث القوى السياسية اللبنانية، للاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، من دون الادلاء باي مواقف لوسائل الاعلام بعد هذه الزيارات تؤشر الى تبدل ما في مواقف بلاده من ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان.

واشارت المصادر نقلا عن بعض الذين التقاهم السفير السعودي وليد بخاري، بانه لم يحمل جديدا بمواقف وتوجهات المملكة من الملف الرئاسي، كما اوحى البعض، وإنما على عكس ذلك، اعاد تأكيد موقف بلاده، بأن الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي لبناني، والمملكة لاتدخل فيه، وعلى اللبنانيين ان يختاروا بأنفسهم من يمثلهم في رئاسة الجمهورية، والمملكة تتعاطي مع الرئيس المنتخب، ايا يكن استنادا إلى نهجه وسياساته وتصرفاته داخلياوخارجيا، والتي تحفظ مصلحة اللبنانيين، وتحافظ على علاقاته مع اشقائه العرب، وليس إلى شخصه.

وقالت المصادر أن السفير كرر المواصفات التي تراها المملكة بالرئيس المقبل، وتجنب الدخول في التسميات، لا من قريب أو بعيد.

ولاحظت المصادر تقاطعا ما بالموقف السعودي، مع الموقف الذي صدر عن الخارجية الاميركية مؤخرا بخصوص انتخابات رئاسة الجمهورية، وبجانب ما، مع ما اعلنه وزير الخارجية الايراني امام وسائل الإعلام على الاقل، بأن بلاده لاتتدخل بموضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان.

واعتبرت المصادر ان اعادة تظهير الموقف الاميركي على النحو الذي اعلن من الخارجية الاميركية، والذي تعزز بزيارات السفيرة الاميركية للمسؤولين السياسيين، وبعدها بلقائها صحافيين بمناسبة يوم حرية الصحافة، يؤشر الى استبعاد خيار فرنسا بتسويق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، واعادة طرح خيار الاسم البديل، الذي يجمع كل الاطراف السياسيين اومعظمهم عليه، لافته الى ان حراك النائب غسان سكاف ينطلق من هذه الوقائع، لجمع المعارضة على تسمية مرشح رئاسي بديل للنائب ميشال معوض ليكون المرشح الذي يحظى بتأييد الآخرين.

وأفادت المصادر أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي أبلغ السفيرة الأميركية خلال زيارتها عين التينة أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس قريباً.

ويأتي تحرك بخاري بعد حراك السفيرة الاميركية دوروثي شيا الايام الماضية، وتسريب معلومات عن عن تبدُّل في مقاربة واشنطن للاستحقاق الرئاسي، قد تمهد لتوافق ما على انتخاب الرئيس، وهو بدأ بجولة على القيادات والمرجعيات لمناقشة الاستحقاق الرئاسي حصراً، داعياً اياها الى ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. وستستمر جولة البخاري لتشمل كل المرجعيات السياسية لايجاد آلية توافقية تؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية.

وقالت مصادر عين التينة لـ «اللواء»: ان تصريح السفير بخاري يعكس جو الحديث، كما ان صورة بري مع بخاري (وهما يمشيان مبتسمين) تعكس الجو المريح والايجابي الذي ساد اللقاء، حيث كان توافق على ضرورة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.

وستكون للسفير السعودي لقاءات اخرى مع القيادات السياسية، تشمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عند عودته من السفر، وبكركي اليوم الخميس.

تطورات مريحة: من جهة أخرى، يبدو جلياً في الحراكات الخارجية التي بدأت تشهد في الآونة الأخيرة تزخيماً لإنضاج الملف الرئاسي ضمن فترة لا تتعدّى بضعة اسابيع، وفق ما يؤكّد لـ»الجمهورية» مطلعون على مجريات هذه الحراكات والتفاصيل المرتبطة بها.

ويجزم هؤلاء المطلعون، بأنّ التطورات المرتبطة بالملف الرئاسي «اكثر من مريحة» خلافاً لكلّ الجو الانفعالي، الذي يبدر عن المكونات السياسية الغاضبة من الجهود الخارجية والمنحى الذي تسلكه، ويُترجم ذلك بالقصف غير المسبوق على الدور الفرنسي الذي قدّم رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بوصفه المرشح الأوفر حظاً وانتخابه يحقق مصلحة للبنان، وخلافاً أيضاً، للجو التشويشي الذي تفتعله منصّات اعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة محسوبة على تلك المكونات، لقلب الحقائق وتشويهها، باختلاق سيناريوهات تلبس بعض السفراء، سواء السفيرة الفرنسية آن غريو، او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او السفير السعودي وليد البخاري، مواقف لا علم لهم بها، وتروّج لوقائع مناقضة تماماً لما يجري بحثه داخل الغرف المغلقة.

وضمن هذا السياق المريح، كما تؤكّد مصادر مسؤولة لـ»الجمهورية»، تندرج زيارة السفيرة الاميركية إلى عين التينة ولقاؤها رئيس المجلس النيابي، وكذلك جولة المشاورات التي بدأها السفير السعودي وليد البخاري مع القادة السياسيين، ولاسيما مع الرئيس بري امس، حيث اندرجت زيارته في السياق المريح ذاته، ولعلّ نتائج المحادثات بين الرئيس والسفير، تُقرأ في ما قاله السفير بأنّ «المملكة لا ترتضي الفراغ الذي يهدّد استمراره استقرار الشعب اللبناني ووحدته»، وكذلك في دعوته الكتل النيابية والقوى السياسية إلى «تحمّل مسؤوليتها التاريخية والتّلاقي من دون إبطاء على انجاز الاستحقاق الرئاسي». وتُقرأ ايضاً، في تلك الصورة التي جمعت بري والبخاري بعد اللقاء، وتظهّر بالتأكيد وبشكل جلي وواضح، ما خلف قسمات الوجوه الباسمة. حيث يمكن التأكيد هنا لكل الباحثين عن إجابات حول الموقف السعودي من تطورات الملف الرئاسي، بأنّ الصورة خير أنباء من الكتب، وانّ اللبيب من الإشارة يفهم».

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ «الجو مريح في عين التينة، والرئيس بري يأمل في ان يبلغ المسار الرئاسي خواتيمه الايجابية ويكون للبنان رئيس للجمهورية في المدى القريب، وفي ذلك مصلحة كبرى للبنان واللبنانيين، تنقل بلدنا من حال الدمار والانهيار والموت السريري الاقتصادي والمالي وكذلك السياسي، إلى حال الانتعاش، وهذا يتطلب بالتأكيد وقفة مسؤولة، يدرك خلالها جميع الاطراف انّ فرصة إنقاذ لبنان قائمة، وانّ استمرار التناقضات والمهاترات والمزايدات البلا أي طائل، سيضيع ولن تقوم له قائمة».

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد