- Advertisement -

- Advertisement -

مبادرة جنبلاط كانت لتحريك الجمود السياسي والرئاسي

ثمة تساؤلات حول المبادرة التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لانتخاب رئيس للجمهورية، والخروج من الستاتيكو القائم حالياً، ويومها افتتح مبادرته مع “حزب الله”، طارحاً بعض الأسماء الحيادية، ولكن على الرغم من التهليل والتطبيل للتفاهمات والإيجابيات التي رافقت ذاك الاجتماع، لم يحصل لاحقاً ما يؤكد هذا المنحى، بحيث أطلق “حزب الله” معركة دعم رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجية، وقبله رشّح حليف وصديق جنبلاط الرئيس نبيه بري رئيس “المردة”. ولكن المبادرة الجنبلاطية صالت وجالت لدى كل الأطراف، وفي صلب هذه المبادرة ضرورة انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأي طرف، وربطاً بذلك، تضمنت المبادرة ثلاثة مرشحين للرئاسة، واعتبار فرنجية مرشح تحدّ، فيما يعتبر الفريق الآخر، وتحديداً “الثنائي الشيعي”، النائب ميشال معوّض مرشح تحدّ أيضاً. وفي غضون ذلك، طارت المبادرة الجنبلاطية مع صاحبها إلى باريس حيث ما كان قاله في بيروت، عاد وكرّره أمام مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باتريك دوريل، عارضاً الأسماء عينها، وأضاف لاحقاً اسمين هما المحامي شبلي الملاط، والمرشحة مي ريحاني.

السؤال المطروح اليوم: هل انتهت المبادرة التي أطلقها سيد المختارة، ووُلدت ميتة وكانت لملء الفراغ وتحريك الجمود السياسي والرئاسي، حيث يبرع جنبلاط في استغلال الوقت الضائع والمحطات المفصلية ليحرّك المياه الراكدة؟

في هذا السياق، يقول أحد نواب “اللقاء الديموقراطي” لـ”النهار“، إن المبادرة التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، لم تنتهِ إطلاقاً، بل هي مستمرة والتواصل قائم مع جميع القوى والأطراف السياسيين من دون استثناء، وبالتالي، لن نجلس متفرّجين حيال ما يحدث في البلد من شغور رئاسي، وأزمات اقتصادية خانقة، حيث يجب أن تسود لغة العقل والحكمة، بعيداً عن اللهجة العالية النبرة، وضرورة الاستفادة من اللحظة الإقليمية الراهنة، بفعل ما جرى من تفاهمات في المنطقة، لا الذهاب في الاتجاه المعاكس.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وهل من تواصل مع حزب “القوات اللبنانية”؟ يردّ مشيراً إلى أن ذلك يجري مع الجميع، وقد سبق لنا أن طرحنا ثلاثة أسماء، وأضفنا اسمين، وقد نطرح أسماءً أخرى، لكن المشكلة ليست في الأسماء، بل تندرج في أهمية التوافق على مرشح إجماع للخروج من هذا النفق. وهل يرى جنبلاط أن التسوية آتية؟ يجيب بالقول، ذلك ليس عيباً، فنحن دائماً نطالب ونشدّد على التسوية الشاملة ضمن ثوابتنا ومسلّماتنا. وعندما تسأله هل عاد رئيس الحزب التقدمي من العاصمة الفرنسية مرتاحاً، ولا سيما أنه قيل إنه لم يكن مرتاحاً للموقف الفرنسي؟ يردف مشيراً ومبتسماً في آن واحد، لقد رأيته عندما التقيت به مرتاحاً، لأنه منسجم مع نفسه، وهذه ليست أول مبادرة يقوم بها ولن تكون الأخيرة، فقد شاركنا كـ”لقاء ديموقراطي” في إحدى عشرة جلسة وانتخبنا النائب ميشال معوّض، ولكن لم يعد جائزاً استمرار الوضع على ما هو عليه، فيجب أن تكون هناك تسوية شاملة، وانتخاب الرئيس الذي يشكل حالة استقرار سياسي واقتصادي.
وإزاء التباين بين جنبلاط وحليفه الرئيس نبيه بري؟ يتابع النائب عينه قائلاً: ليس أول ملف نختلف حوله، فثمة تباينات ووجهات نظر مختلفة، ولا مشكلة أن لا نكون على الموجة نفسها في الاستحقاق الرئاسي، أو أي ملف آخر، لكن الصداقة قائمة والتواصل أيضاً، والخلاف لا يفسد في الودّ قضية.

وأخيراً، لا يتوقع النائب المذكور انتخاب رئيس الجمهورية في وقت قريب، فالمسألة ستأخذ وقتها، بينما الكارثة الكبرى، أن تنتهي ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل انتخاب الرئيس العتيد.

ويبقى أن مبادرة جنبلاط، وإن قال المقربون والمحازبون إنها لم تنتهِ، فإنها أصيبت بخدوش على خلفية عدم تجاوب الخصوم والحلفاء والأصدقاء معها، وبالتالي، إن الواقع الراهن، والوضع اللبناني، لا يمكن حلّه بمبادرات محلية وأهلية وحزبية، بل ثمة حقيقة واضحة مفادها أن التسوية هي من ينتج الحلول، والتجارب ماثلة للعيان منذ الاستقلال إلى اليوم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد