- Advertisement -

- Advertisement -

نقولا ناصيف بلقاء العشرين في جبيل: الخروج من المأزق يكمن بتحديد صورة لبنان المقبلة

حاضر الكاتب والصحافي نقولا ناصيف في “لقاء العشرين” الذي تنظمه دار الروابط في حرمها بجيبل، حول المستجدات الوطنية الراهنة وتطوراتها وامكانية ايجاد الحلول لها.
بعد تقديم باقة ورد من صاحب الدار الزميل جورج كريم الى المحاضر، القت مديرة العلاقات العامة جيسيكا عبود كلمة ترحيبية اشارت فيها الى ان “ناصيف هو من اصحاب الرأي الحصيف والمجلس اللطيف والقلم النظيف والقول الرهيف”.ِ
ومهد للندوة الحوارية الصحافي ميشال كرم بكلمة وصف فيها المحاضر بانه من ابرز الكتّاب في الصحافة اللبنانية حيث كثيرا ما شكل اهتمام الرأي العام بما يكتب تقديرا بانه لا يعالج الاحداث فقط انما يقدم مساهمة في صناعتها، معددا مؤلفاته التي بلغت 8 كتب بالاضافة الى مؤلفات ما زالت مخطوطات واخرى بمتناول القراء من دون توقيعه، لافتا الى ان ناصيف ظل يفتش عن الحقيقة والمعلومة والرأي وينصاع الى الالتزام بهذا الثالوث ليس لاسباب مهنية فقط انما قبل ذلك لاسباب اخلاقية.
ناصيف
استهل ناصيف محاضرته معتبرا ان الازمة الراهنة بلغت اليوم افقا مسدودا ولا بد للاحتقان السياسي الذي يتراكم يوميا من ان يصل الى لحظة الانفجار، مشيرا الى ان انتخاب رئيس جمهورية في هذه الظروف سيفضي الى انتخاب رئيس وفق مواصفات الطبقة السياسية بحيث ستكون مهمته حماية هذه الطبقة ومصالحها والمحافظة على توازن القوى القائم حاليا، وقال: “نحن في غابة من الوحوش بكل ما للكلمة من معنى، وبتنا بحاجة الى من يخرج هذه الوحوش من الغابة لنعيش بآمان، او تحرق الغابة برمتها”.
اضاف: لا نعلم الخيارات المفتوحة امام اللبنانيين، لكن بالتأكيد ليست مسألة انتخاب رئيس جمهورية، لان انتخاب هذا الرئيس سيتولى ادارة دولة ليس فيها اي شيء من مقومات الدولة حيث لا اقتصاد ولا نقد ولا شعب ولا مجتمع ولا مؤسسات ولا سلطة ولا هيبة، بمعنى انه سيكون رئيس دولة لم تعد الدول المجاورة او البعيدة بحاجة اليها بعدما تحللت وفقدت دورها ووظيفتها الاقليمية.
وشدد ناصيف على ان الاستحقاق الحقيقي ليس انتخاب رئيس جمهورية، اذ بات هذا الاستحقاق كمشكلة تأليف حكومة او معالجة وضع داخلي، جازما ان الخروج من المأزق الحقيقي يكمن بتحديد صورة لبنان المقبلة، بمعنى سقوط هذا النظام وقيام نظام بديل عنه، لان لبنان الماضي انتهى، هناك من عرفه قبل الحرب، وهناك من عرفه خلال حرب السنتين وصولا الى سنة 1990 فتعرفوا الى صورة اخرى تشبه لبنان الذي سبق مع تغييرات جمة، وهناك لبنان الذي نشأ منذ 1990 لغاية اليوم ولا يشبه لبنان الذي سبق، نحن اليوم امام مرحلة لا احد يعرف ما ستكون عليه صورة لبنان المجتمع وليس لبنان التاريخ والجغرافيا، باعتبار ان المجتمع اصبح على صورة الطبقة السياسية يستبيح كل شيء بعدما تدمرت بنيته الداخلية وهذا لم يحصل حتى في حرب السنتين، لكن اليوم هناك تحلل في كل المفاهيم ولا سيما المفاهيم المجتمعية التي يصعب اعادة تركيبها بخلاف الدولة التي تمكنا من اعادة تركيبها وبنيانها عدة مرات ولا سيما في اعوام 1958 و 1976 و 1983 و 1990.
ورأى ان تحولات لبنان البنوية لا تحصل الا بعد صدمة كبيرة سواء عبر انفجار داخلي او باغتيال او حرب اهلية، موضحا ان التاريخ يعلمنا ان هذا البلد يعيش على رمال متحركة، فكل الذين اعلنوا عن سيطرتهم على لبنان كانوا ابناء حقبة زمنية فقط، لان لبنان هو بلد التحولات التي تحصل دون توقع بصورة مفاجئة وتقلب موازين القوى.
وخلص الى ان لبنان يصعب السيطرة عليه ويمر اليوم باصعب الاختبارات حيث كل شيء فيه يتحلل بدءا بالعلاقات الاجتماعية والاخلاقية مرورا بالسياسة والثقافة وصولا الى الاخطر وهو تحلل المجتمع الذي يحتاج الى اجيال لاعادة بنائه.
وفي سياق الاسئلة والاجوبة، اوضح ناصيف ان انتخابات 2022 انتجت مجموعة كتل نيابية لا تتوحد في اي لحظة ولا يمكنها انتخاب رئيس جمهورية اذا لم تكن هناك صدمة تجبرهم على القيام بهذا الواجب الدستوري.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد