- Advertisement -

- Advertisement -

هاني عماد : مشكلة لبنان العميقة ليست سياسية

كتب هاني عماد ، مدير مكتب النائب سيمون أبي رميا ، عبر صفحته على الفايسبوك :

مشكلة لبنان العميقة ليست سياسية. فالمشاكل السياسية تطفو على ظهر مشاكل روحية واخلاقية وثقافية ضربت المجتمع. مشكلته السياسية باطنها جفاف روحي وفقر اخلاقي وضعف تربوي لدى أبنائه.
مشكلته ايضا في قادة سياسيين ماكرين سلطويين يندفعون بشجع التسلط نحو التناحر داخل مؤسساتهم وخارجها بدل التعاون للخير العام. وهم قد اقنعوا اتباعهم بأن الغاية تبرر الوسيلة فيخلقون باستمرار معاركهم الوجودية المموَّهة، والتي ظاهرها المصلحة العامة وحقيقتها مصلحة شخصية بحتة. مشكلته بقادة يشحنون اتباعهم بالحقد ليتمكنوا من حرقهم كوقود في معاركهم الخاصة.
مشكلة لبنان الكبيرة، هي بشعب ارتضى ان يكون هذا الوقود. مشكلته بشعب فقد الكثير من قيمه واخلاقه ليستبدلها بانحطاط قيمي وفكري واخلاقي وما يستتبعها من ضعف ثقافي وفني.
اما المؤامرات الخارجية القائمة على التفتيت والتقسيم والتوطين الا تسقط امام اقدام الوحدة الوطنية؟ والمؤامرات الداخلية التي تحاكي نظيراتها الخارجية الا تسقط امام صلابة الوحدة الشعبية؟
والمشاكل الدستورية الا تحل عند وجود حسن النية؟ والحلول الدستورية الا تتعطل امام سوء النية؟ والقائم بخدمة عامة اكانت سياسية او قضائية او وظيفية الا يؤديها على اكمل وجه عندما يكون صاحب ضمير؟
لذا، فالمؤامرة الكبرى هي ضرب الشعب بمجموعة قيمه، والانحدار به الى ادنى المستويات الاخلاقية والفكرية. عندها لا مناص من ان تتحلل الدولة وتتفتت. اذ ان العنصر الاول المكون لاي دولة، اي الشعب، اصبح في حالة تناحر دائم. اليس هذا حالنا اليوم حيث التعطيل والشلل ضربا الدولة في كل مؤسساتها وقطاعاتها؟
ايها اللبنانيون، هويتكم الجامعة ليست بقطعة ارض تواجدتم عليها بحكم الطبيعة، انما هي قيمكم الجامعة على اختلاف ثقافاتكم وتوجهاتكم. انبذوا كل ما يدل على مستوى اخلاقي هابط بالسياسة والثقافة والفن والتربية.ايها اللبنانيون انتم المسؤولون عن احوالكم، انفضوا الغبار عنكم واستعيدوا اصالتكم اللبنانية والا فالدولة التي تحلمون بها لن تبصر النور يوما.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد