- Advertisement -

- Advertisement -

الشيخ غسان اللقيس: العيش المشترك ضرورة ويتعزز بالحوار … واخشى على انهيار الدولة مما يحصل في جسم “القضاء”

استضافت دار الروابط لصاحبها الزميل جورج كريم في مقرها في جبيل، مفتي بلاد جبيل الشيخ غسان اللقيس في حوار حول اهمية العيش المشترك وصمود صيغته في ظل الانقسامات التي يشهدها البلد ودور مراكز الرعاية الاسلامية في خدمة النفوس والشأن الوطني، اداره الصحافي ميشال كرم والعميد المتقاعد علي ناصيف.
مهد للقاء الزميل كرم بكلمة اشار فيها الى ان “الشيخ غسان اللقيس توج انجازاته على مدى نحو نصف قرن بالحفاظ على العيش المشترك في منطقة جبيل خلال الحرب الاهلية، وكأن العناية الالهية ارسلته في الوقت المناسب ليلعب دور “الاطفائي” كلما هبت شرارة الفتنة التي عصفت بالوطن قتلا وتدميرا وتهجيرا، وظلت بلاد جبيل بمنأى عن نارها التي أحرقت الاخضر واليابس، وذلك بفضل حكمته وتعاونه مع المخلصين من القيادات الزمنية والروحية الذين يؤمنون ان تفاعل الحضارتين الاسلامية والمسيحية هي أغلى ثروة للانسانية ولا تقدر بثمن”، معتبرا ان “رؤيته المتنورة أدت الى إبقاء المسلمين من سنّة وشيعة جنبا الى جنب مع اخوتهم المسيحيين، بحيث لم يكن المشهد الوطني وقتئذ يكتمل نصابه الا عبر حضوره وتجسيده للوحدة الداخلية التي خرقتها الحرب على مساحة الوطن”.
وردا على سؤال عما اذا كان يخشى على العيش المشترك؟ اجاب اللقيس: العيش المشترك او العيش الواحد هوحقيقة وواقع وضرورة من ضرورات بناء المجتمع وقلما تجد في العالم بلدا يخلو من الديانتين الاسلامية والمسيحية، ليست جبيل بحاجة الى العيش المشترك بل العالم، ومن الضروري ان يتعزز لكي يستمر، وهو يتعزز بالحوار والتلاقي من اجل بلوغ الطمأنينة والسعادة والامن والالفة، وهناك ايضا من الاحوال التي تضمن استمرار العيش الواحد ان يعرف الناس ان في نسبهم يرجعون الى آدم وحواء على قاعدة كلكم لآدم الذي هو من تراب، وهناك ايضا واجب الاحترام المتبادل بين المسلمين والمسيحيين بمعنى ان نقر ان هناك خلافا في العقيدة ولا يمكن ان تجمع بين عقيدتين مختلفتين ولكن نستطيع ان نجمع بين فريقين كل واحد ينتمي الى دين في امور كثيرة، ولا سيما في الاخلاق الذي يقودني الى احترام الاخر وتقديم واجب التعزية له وزيارته عندما يكون مريضا والتضامن معه عندما يكون مظلوما وضعيفا، هذه مسائل مشتركة لا تمنعها المسيحية او الاسلام، لكن الذي يمنع حصولها هو الانسان المتعنت والمتعصب والذي لا يعرف حقيقة الايمان.
وبالرغم مما يحصل في القضاء اخشى على انهيار الدولة وهنا تكمن المشكلة، لا ينقذ لبنان الا الروابط الاخوية بين العائلات من ابناء الوطن والمحبة والاحترام المتبادل، انا متفائل وادعو جميع اللبنانيين الى العيش في وطنهم مهما كانت الظروف صعبة، كما ادعو المسؤولين الى العمل باخلاص لمنع الفراغ في السياسة وفي القضاء وفي المؤسسات ووضع حدّ لهجرة اللبنانيين الى الخارج.
وعما اذا كان لبنان بحاجة الى تركيبة سياسية جديدة لانقاذه مما يتخبط فيه، قال: نحن بحاجة الى ان نحسن الظن ببعضنا البعض، فميثاق 1943 الذي قام على اساسه لبنان لو طبق بحذافيره لما كان هناك مشكلة، وكذلك اتفاق الطائف لم يتم تطبيقه. الامور تحتاج الى حسن النوايا ببعضنا البعض، الرؤساء الثلاثة يكملون بعضهم البعض ويبقى المهم العمل بموجب الدستور وليس المحاصصة والمصالح، وبتنا نتحسر على رجالات امثال الرؤساء فؤاد شهاب ورشيد كرامي ورياض الصلح وغيرهم مما كانوا يجدون الحلول لمشاكل لبنان بنوايا حسنة.
وحول انطلاق مسيرته الروحية في جبيل وتكوين قناعة حول اهمية العيش المشترك، قال: لقد تخرجت من الازهر الشريف في العام 1977 وعينت اماما في مدينة جبيل وانطلقت في مسيرتي الروحية مستمدا قناعة العيش الواحد من تاريخ آبائي واجدادي الذين كرسوا هذه الروحية مع جيرانهم المسيحيين وجسدوا تلك المشتركات بين الديانتين الى ممارسات حياتية يومية، وتابعت هذه الرسالة المهمة واصبح لدى اجيالنا مناعة ضد الانجرار الى الفتن والاقتتال. وكثفت لقاءاتي مع المسؤولين ولا سيما مع البطريرك صفير ولاحقا مع البطريك الراعي ومع القيمين على ديري الانطش وسيدة المعونات ولم تنقطع هذه اللقاءات ابدا، وهذا ما ادى الى تعزيز العيش المشترك حتى عند الاحزاب اللبنانية، وبات هذا العيش خطا احمر في جبيل وقضائها. وكنت مطمئنا عند حصول اشكاليات على انها عابرة وليست مقصودة وليست مدفوعة من المسؤولين عن الاحزاب.
وعن انجازاته التي تخدم المجتمع الجبيلي عبر مراكز الرعاية، قال الشيخ اللقيس: “انصرفت في الوقت ذاته الى تحسين وضع الاوقاف من بناء محلات تجارية وترميم مسجد السلطان عبد المجيد وجامع السلطان ابراهيم ابن ادهم وجامع الخضر، وانشأنا المركز الاسلامي الذي ضم قاعة للمحاضرات واقامة الافطارات ومستوصفا بالتعاون مع الاخ نور في العام 1988 للتأكيد على عطاءاته لجميع الناس، ثم نقلنا هذا المستوصف منذ سنتين الى مبنى جمعية النهضة الخيرية فوق جامع النور حيث المحكمة الشرعية، وانشأنا فيه مركزا للرعاية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة حيث استقبلنا فيه بالامس 242 مريضا اي بمعدل الالف مريض اسبوعيا ويتضمن فحوصات مخبرية وشعاعية مجانية، ونبذل جهودا حثيثة لتطويره، وانشأنا دارا للايتام ويضم اليوم حوالي 150 ولدا، اضافة الى مدرسة تضم 120 طالبا لم يتسن لهم الدخول الى مدارس، وانشأنا ثانوية جبيل الاهلية في كفرزبونا بلاط وتضم حوالي الالف طالب.
وعن رأيه بوثيقة الاخوة الانسانية بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر الشريف احمد الطيب، اعتبر الشيخ اللقيس انها من اهم الانجازات التي لا بديل عنها اذ تعمل على تفعيل الحوار حول التعايش والتآخي بين البشر وتعزيزه عالميا كما تعزز ثقافة الحوار والتعاون بين الاديان وثقافة الاحترام المتبادل، وهي دعوة الى الحكام الى وقف الحروب في كل انحاء العالم، ويجب استثمارها بكل قوانا.
وعن امنياته، اكد الشيخ اللقيس ان بباله انشاء صندوق مشترك لتقديم المساعدات الى المحتاجين من المسلمين والمسيحيين وهذه الخطوة من شأنها تعزيز العيش المشترك.


الروابط
ميشال كرم

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد