- Advertisement -

- Advertisement -

العين السّاهرة / بقلم : العميد الرّكن المتقاعد زخيا الخوري

أطلّت الأعياد المجيدة على لبنان هذه السنة ، بحلّة الانهاك والتشرذم والتفكيك والتضخّم . دولار يفرّغ جيوب المواطنين ، بطالة زادت عن حدّها المقبول ، نازحين ولاجئين فاق عددعم نصف سكّان الوطن ، وما يحملونه من أعباء على كافّة الأصعدة ، مؤسساته بين الفراغ والاقفال والاعتكاف ، والتي تعمل منها نخرها الفساد والهدر والسرقة . ساسته أنانيون ، لا يفكّرون بمصالح الوطن وشعبه ، إنّما همّهم المحافظة على وجودهم ومكاسبهم وشعبيتهم ومناصبهم ، وأحزابهم التي هي سبب خراب البلد ، انتماءاتهم وولاءاتهم الطائفية واستزلامهم للدول الخارجية سمح لهذه الدول بحقّ تقرير مصير هذا البلد ، وإخضاعه وإبتزازه وفرض ما يناسبهم عليه .
حصار أمميّ مورس على الوطن ، فرض عليه النازح واللاجىء ، منع عنه الفيول والغاز والكهرباء ، ثم الضغط لترسيم حدوده البحرية بما يسمح للعدو الاسرائيلي بإستخراج النفط حالاً ، بينما لبنان لعدّة سنوات . أفلسوا قطاعه المالي والاقتصادي والمصرفي ، شلّوا القضاء وهو العصب الأساس للدّول ، أقفلوا كافة المؤسسات التي تغذّي خزينة الدولة ( مثل مصلحة تسجيل السيارات ، الدوائر العقارية والبيئية وغيرها … ) ، ثم تفجير المرفأ ، المرفق والشريان الحيوي للبلد ، ضربوا المجتمع بتفشّي آفة ووباء المخدرات بين شبابه وشاباته وهي الأخطر لتقضي على الوطن برمّته .
وحدها المؤسسات الأمنية ، وبخاصة مؤسسة الجيش العين الساهرة ، استشرفت واستدركت المستقبل ، وحصّنت وجودها بترسيخ الأقانيم الثلاثة : شرف ، تضحية ، ووفاء ، في عقول وقلوب جنودها ، رغم الضائقة الاقتصادية الشرسة عليهم ، فالتزموا الولاء لها . قيادة انكبّت على تطوير قطاعات الجيش ، وتحديداً القطاعات التي تؤمّن استمرارية الجيش في الأيام الصعاب وأهمها الطبابة ، والمؤن ، والعتاد … وحافظت على جسمها العسكري في القيادة والادارة والتنظيم والمحاسبة عند اللزوم ، والليونة والاحتضان عند الاقتضاء . آمالنا بهذه المؤسسة التي تعطينا الأمل بالغد ، والاطمئنان للمستقبل ، وتعيدنا الى بلد متكامل بالأرض والحدود ، بالمؤسسات الدستورية والادارة ، بالمساواة في الحقوق والواجبات .
أعياد مجيدة
وكل عام وأنتم بخير

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد