- Advertisement -

- Advertisement -

لا خروج من الفراغ إلا عبر واحد من هذه المخارج!

لارا يزبك – “المركزية”

المركزية- نظرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى مواصفات رئيس الجمهورية، وتفسيرُه لمفهومَي الرئيس التوافقي ورئيس التحدي، يبدوان نسخة طبق الاصل، عن نظرة الشخصيات والاحزاب السيادية، الى هذه النقاط. فبينما يستخدم فريق معطّلي جلسات انتخاب الرئيس، شعار “التوافق” للمماطلة وتغطية عدم الانتخاب، وتؤكد مكوناته ان الرئيسَ التوافقي يجب ان يساير الجميع ويرضى عنه الجميع في الداخل على طريقة “ابو ملحم”، يعتبر الراعي، تماما كما تقول القوات اللبنانية والكتائب والحزب الاشتراكي وعدد من المستقلين، ان الرئيس العتيد، سمّوه ما شئتم، لكن عليه ان يلتزم الدستور ويطبّقه ويضيء على مكامن الخلل التي تعوق قيام الدولة وعلى مكامن الفساد، ونقطة على السطر.

الراعي قال في عظته امس: كلما وصلنا إلى استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، يبدأ اختراع البدع والفذلكات للتحكم بمسار العملية الانتخابية ونتائجها على حساب المسار الديمقراطي. علما أن الدستور واضح بنصه وروحه بشأن موعد الانتخاب، ونصاب انعقاد الجلسات ودوراتها الأولى والتالية، ونصاب الانتخاب. ويتكلمون عن رئيس توافقي. الفكرة مرحب بها في المبدأ، شرط ألا تكون حقا يراد به باطل، وشرط أن يتم إختيار رئيس حر يلتزم بقسمه والدستور؛ ويكون قادرا على وقف النزاعات وإجراء المصالحات، وشد أواصر الوحدة الداخلية. الرئيس التوافقي بمفهومنا هو صاحب موقف صلب من القضايا الأساسية، وصاحب خيارات سيادية لا يساوم عليها أمام الأقوياء والمستقويين، ولا أمام الضعفاء والمستضعفين، لا في الداخل ولا في الخارج. الرئيس التوافقي هو الذي يحترم الدستور ويطبقه ويدافع عنه، ويظل فوق الانتماءات الفئوية والحزبية، وهي تلتف حوله وتؤيده ويكون مرجعيتها وتطمئن إلى رعايته. ليس الرئيس التوافقي رئيسا ضعيفا يدير الأزمة، يداوي الداء بالداء، ويداري العاملين ضد مصلحة لبنان، ولا رئيسا يبتعد عن فتح الملفات الشائكة التي هي السبب الأساس للواقع الشاذ السائد في كل البلاد.  ولا رئيس تحد يفرضه فريقه على الآخرين تحت ستار التفاوض والحوار والتسويات والمساومات ، أو يأتون ببديل يتبع سياسة الأصيل نفسها. فيتلاعبون به كخف الريشة ويسيطرون على صلاحياته ومواقفه ويخرجونه عن ثوابت لبنان التاريخية ويدفعونه إلى رمي لبنان في لهيب المحاور”. وتابع “الرئيس الذي نريده هو رئيس على مقياس لبنان واللبنانيين، يرفع صوته في وجه المخالفين والفاسدين ومتعددي الولاءات انطلاقا من موقعه المترفع عن كل الأطراف؛ والذي يقول للعابثين بمصير البلاد: كفوا إساءاتكم إلى لبنان، وكفوا عن تعذيب اللبنانيين، وكفوا عن المضي في مشاريع مكتوب لها السقوط الحتمي آجلا أو عاجلا لأنها ضد منطق التاريخ، وضد منطق لبنان. الرئيس الذي نريده هو الذي يتحدى كل من يتحدى اللبنانيين ولبنان”.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

لكن، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن لغة المنطق لا تنفع مع ٨ آذار. وما يرفضه هذا الفريق بالتحديد، هو رئيسٌ يطبق الدستور ويعزز الدولة ويواجه الدويلة التي تنافس الشرعية وتتحداها والتي أوصلت لبنان الى هذا الدرك من العزلة والانهيار، بعد ان رعت معادلة “نسكت عن فسادكم شرط ان تسكتوا عن سلاحنا”. انطلاقا من هنا، فإن الوصول الى تفاهم بين هاتين النظرتين للبنان وعلى رئيس يَجمع بين تناقضاتهما، أمر شبه مستحيل، لا بحوار ولا بمشاورات. وبالتالي لا خروج من المأزق الا بواحد من هذه المخارج:

–         انضمام النواب الـ١٣ والنواب المترددين من السنّة وغير السنّة، الى داعمي المرشح ميشال معوض.

–         تسوية غربية – سعودية- ايرانية تحاول فرنسا ابرامها اليوم، تُنتج اسما ما لرئاسة الجمهورية يكون على النواب السير بها.

–         مؤتمر دولي يناقش الوضع اللبناني ككل – لا بدستور البلاد طبعا- كالذي اقترحه الراعي امس.

والا فإن الدوران في الحلقة المفرغة سيستمر ومعه الانهيار، تختم المصادر.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد