أخبار اليوم”
وكأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومن خلال عظته يوم الاحد الفائت التي حدد فيها مواصفات الرئيس العتيد، واطلق صفارة قطار الاستحقاق.
تلك المواصفات ادت الى انقسام في الرأي بين معترض ورافض تدخل البطريركية في الشؤون السياسية وان كان له دور وطني في الخطوط العريضة، وبين مؤيد يعتبر ان الدور الوطني لا ينفصل عن الدور السياسي في ما يتعلق بالاستحقاقات الكبرى، وهذا الدور يزداد اهمية في ظل الانهيار وانسداد افق الحل.

وادت ايضا الى “غضب” لدى مرشحين مفترضين اعتبروا انها لا تنطبق عليهم، فاطلقوا حملة ضد الراعي.

ويوضح مصدر كنسي، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الراعي يحدد مواقفه ويكمل به حتى النهاية ولا ينتظر ردات الفعل، خصوصا وان مواقفه صادقة وشفافة تأتي انطلاقا من ايمانه بها دون نكايات او كيدية او انتقام.
ويلفت المصدر الى ان البطريرك الماروني لا ينتظر تأييد هذا او ذاك من السياسيين، فربما من ايده اليوم يعارضه غدا والعكس صحيح، فمعروف ان سياسيي لبنان يبدلون مواقفهم بشكل سريع وفقا لمصالحهم وولائهم.
ويقول: يرى الراعي ان الاحزاب وخاصة المسيحية منها تريد الفوز بالاكثرية النيابية وكافة المواقع، لكن هذا لا يؤدي الى الحكم السليم اذا قاطعت بعضها البعض في حين المطلوب وضع تصور او استراتيجية للخروج من الازمة وليس تقاسم الحصص والمناصب.
ويذكر بان خلاف المسيحيين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي انتهى باتفاق الطائف الذي ادى الى خسارة كبيرة لهم، واليوم الخلاف مستمر وان اتخذ اشكالا اخرى والخشية من المزيد من الخسارات.
ويختم المصدر مشددا على ان لا احد يملي على البطريرك مواقفه، التي تبقى في الوقت عينه مفتوحة امام النقاش