- Advertisement -

- Advertisement -

بين “البيك” و”المير”… هناك من قرر إلا “يعيش في جلباب ابيه”!

كارول سلوم – “أخبار اليوم”
لم يخرج الناخبون الدروز في أي استحقاق انتخابي نيابي أو بلدي عن عباءة “البيك ” و”المير”، وفي الأصل الأمر مبتوت بالنسبة لهم: بالروح بالدم نفديك يا وليد ويا طلال.
هذه المعادلة بقيت لسنوات، حتى أن العارفين بالخصوصية الدرزبة جيدا يدركون ولاء أبناء طائفة الموحدين الدروز للزعيمين مع العلم أن مناخ المختارة له طعم آخر. وفي السياق نفسه، لا ينسى هؤلاء التقديمات والخدمات من دفع أقساط مدارس وجامعات والأستشفاء وتأمين مادة المازوت وغيره وغيره.

وعن الخدمات أيضا ولاسيما في منطقة الشوف، يتحدث البعض عن دور لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب ، وعن عدم رده أي طلب استنجاد.

ولهذه الأسباب وغيرها، قد تكون من الصعوبة بمكان تغيير وقائع معينة أو حتى “مشارعة” أحد أبناء الطائفة ومحاولة إقناعه بمشروع القوى التغييرية التي لم تتوحد في لوائح مشتركة .
انما في المقابل، هناك فئة لا بأس بها تجري نوعا من الدراسة عن منحها اصواتها لهذه القوى انطلاقا من ” كلن يعني كلن”. لمَ لا؟ فإنتخاب وجوه بعيدة عن المنظومة كلها، يستحق المحاولة. غير ان العوامل المتحكمة في عملية الاقتراع لدى الدروز معلومة، وهي عوامل عائلية وحزبية، وحتى الأن لم تتبدل مع العلم أن بعض حراك منطقتي عالية والشوف في ١٧ تشرين كان جليا، حتى وإن قيل عنه حراك يقف وراءه الحزب التقدمي الاشتراكي الذي شارك في الحكم لسنوات وسنوات.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

ومن يراقب المشهد الانتخابي، يسجل بوضوح حضور مرشحين دروز من الجيل الشاب على لوائح قوى التغيير. وهؤلاء مرشحون من عائلات معروفة والبعض منهم اطل حاملا شعلة الثورة، ويملك مشروعا متكاملا، ولعل إفساح شاشات التلفزة المجال أمام هذه القوى قد يترك تأثيره بعض الشيء .. لكن الكلمة لصندوق الإقتراع، الذي سيظهر الخيارات التي يقتنع بها الناخبون .
وتلفت اوساط مراقبة لوكالة “أخبار اليوم”، إلى أن الأصوات الدرزية كانت تصب لمصلحة الحزب التقدمي الأشتراكي لاسيما في الشوف، و”زعيم المختارة خط احمر”، وما يقوله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يدغدغ شعور ابناء الطائفة خصوصا إذا أتى على سيرة الطائفة ، وبمجرد ما ذكر عن محاولات لإقفال أبواب المختارة حتى تداعى ابناء الموحدين الدروز للوقوف إلى جانبه، وقلما ما يخالف هؤلاء كلام الزعيم، “على العميان منصوت لتيمور”، هكذا هي الحال عندهم. وعلى الرغم من ذلك يشعر البعض بنقزة من تحالفاته، لكن سرعان ما يتدخل الإشتراكيون للطمأنة، والحزبيون منظمون ويعملون كخلية النحل في مراكزهم.

وتوضح الأوساط نفسها أن هناك خشية من خرق المعارضة أو التغييرين، لذلك تنصب الجهود على شد العصب الدرزي وحض الجماعة على الإقتراع للوائحهم، مشيرة إلى أنه بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي اللبناني، فإن الخشية قائمة أيضا، ومن هنا تكثر النداءات للتصويت للنائب طلال أرسلان وفق قاعدة “يداه غير ملطختين بالدم والمال”.
واذ تلفت الى ان برامج قوى التغيير ليست واضحة، ترى الأوساط ذاتها أن “تسونامي” الإشتراكي في الأقتراع قد لا يتبدل حتى أن هناك من يجزم أن الأصوات السُّنية في الجبل ستصب لمصلحته، ولا سيما من قبل مناصري تيار المستقبل، على ان معلومات أخرى لا تؤكد ذلك لاسيما أن تحالف الأشتراكي مع حزب القوات اللبنانية لا يهضمه هؤلاء (اي المستقبل).
وتقول الاوساط عينها: في طبيعة الحال فأن معركة الجبل لن تكون سهلة على الأطلاق، حتى أن معلومات وردت عن استياء درزي من بعض مرشحي الاشتراكي في الشوف، الأمر الذي قد يعزز فوز وهاب، انما في المقابل ثمة من يدحضها ويؤكد أن قاعدة الاشتراكي والمناصرين على التزامهم بتوجهات رئيسه.

وهكذا فإن غالبية الأصوات الدرزية لن تشهد على تغيير في العام ٢٠٢٢، بأستثناء من قرر إلا “يعيش في جلباب ابيه “، وهذه المرة لن يقع ضرر في سلوك خيار جديد سواء نجح أو فشل، وفق ما يجاهر هذا البعض.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد