- Advertisement -

- Advertisement -

هل ينجح لبنان باستغلال النفط والغاز بعد الحرب الروسية – الاوكرانية؟

عمر الراسي – “أخبار اليوم”

حتى ولو انتهت الحرب الروسية – الاوكرانية، ومن خلفها اوروبا، على المستوى العسكري، فان التداعيات ستكون طويلة الامد لا سيما لجهة الاستقرار الاقتصادي الآتي من باب الغاز…
من هنا، على لبنان الاستفادة من هذا الواقع الجديد، اي الاستفادة من ثروته من الغاز والنفط، والاتجاه بها نحو دول اوروبية، فيكون مصدرا لاستيراد الغاز بدلاً من روسيا، ولكن الامر يتطلب ثباتاً سياسياً… انما في المقابل، لبنان الباحث عن صندوق النقد من اجل الحصول على دعم مالي، اشتهر على مرّ السنوات بانه بلد الفرص الضائعة… وها هو اليوم امام فرصة جديدة، فهل تطير من يديه؟!
يشرح الخبير الاقتصاي جاسم عجاقة، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هناك صراعا جيو سياسيا كبيرا جدا على مصادر الطاقة في العالم، ودخله عنصر جديد مع بدء الحرب الروسية الاوكرانية، لافتا الى ان روسيا تستخدم موقعها كدولة منتجة للغاز كي تؤثر سياسيا على اوروبا وخاصة اوروبا الشرقية، في المقابل الولايات المتحدة الاميركية تستخدم كافة الوسائل للوقوف في وجه روسيا، فتبدو اوروبا عالقة في الوسط، نتيجة تعلقها بالغاز الروسي لثلاثة اسباب رئيسية: السعر الرخيص نسبيا، وجود شبكة انابيب مهمة، القرب الجغرافي. مع العلم كلما ابتعدت الدول عن روسيا كلما اصبح تعلقها بالغاز الروسي اقل، في حين ان الدول الاكثر تأثرا هي المانيا التي كانت تؤمن نحو 45% من حاجتها للغاز من روسيا انخفضت راهنا الى 35%، وفي الوقت عينه تعتبر المانيا القلب المحرك للاقتصاد الاوروبي.
ويذكر عجاقة ان الاتحاد الاوروبي الذي نجح نتيجة العمل الاقتصادي المشترك مع الدول الاعضاء فيه، لم ينجح في بناء علاقة اقتصادية ناجحة مع روسيا.
وانطلاقا من هذه النظرة الشاملة، يعتبر عجاقة ان التداعيات الناجمة عن الحرب ستكون طويلة الامد، ولا بد للجانب الاوروبي ان يجد حلولا من خلال التوجه نحو الحوض الشرقي للبحر المتوسط الذي يحوي على كميات غاز هائلة بين لبنان واسرائيل ومصر، ومن المتوقع ان يكون هناك ايضا كميات وافرة في المياه الاقليمية السورية. ولكن اي خطوة من هذا النوع تتطلب حالة ثبات سياسي طويلة الامد ضمن اطار اندماج اقتصادي.
ويتابع عجاقة: في هذا السياق اتت المعلومات عن مبادرة فاتيكانية – فرنسية، حيث بحسب المعلومات الديبلوماسية طلب البابا فرنسيس من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التدخل لعدم انهيار لبنان، هذا احد العناصر الذي دفع فرنسا الى التوسط مع المملكة السعودية لتتراجع عن موقفها الرافض كليا للطبقة السياسية في لبنان، وبالتالي اتخاذ القرار المشترك الفرنسي السعودي مساعدة لبنان انسانيا دون المرور بالدولة او السلطات الرسمية.
ويقول عجاقة: ان كان الموقف الفرنسي السعودي يخلق نوعا من التهدئة الا ان هناك طرفا ثالثا يبقى ناقصا وهو تحديدا الطرف الايراني، الامر الذي يؤمن الثبات لاي اتفاق يتم التوصل اليه ليكون قابلا للتطبيق. ويلفت في هذا المجال، ان السيناريو الامثل هو من خلال التفاهم اللبناني الايراني السعودي الفرنسي للوصول الى صيغة سياسية معينة للبنان، معتبرا ان اي استفادة من الغاز والنفط تحتاج الى الاستمرارية او اقله لثبات لمدة تتراوح بين 15 و20 سنة على اقل تقدير.

بمعنى آخر يرى عجاقة ان الاستقرار الاقتصادي يتأمن من خلال الاستقرار السياسي، وبالتالي على المسؤولين في لبنان الوصول الى صيغة نظام سياسي غير متقلب ولا يكون عرضة للخضات السياسية والامنية.
ويختم: لبنان على الرغم من صغر مساحته الجغرافية لديه موقع استراتيجي سياسي مهم، عبره تمر كل التأثيرات الدولية.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد