- Advertisement -

- Advertisement -

الانتخابات إن حصلت…سيناريوهات لبنان ما بعد النتائج

المركزية- 

ثمانية وثلاثون يوما بالتمام  تفصل اللبنانيين عن استحقاق 15 ايار الانتخابي. ثمانية وثلاثون يوما لا صوت سيعلو خلالها على صوت التجييش والتعبئة الشعبية لكسب الاصوات التي ستحدد مصير لبنان في 16 ايار. القوى السياسية كلها في قمة الاستنفار، كوادرها تعمل ليل نهار كخلايا نحل استعدادا للمعارك الطاحنة التي ستخوضها في الدوائر الخمس عشرة، ولو ان نتائج بعضها محسومة سلفاً ان لم تحصل مفاجآت.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

لكنّ الاهم، لا بل الاكثر اهمية، من المنازلة الكبرى، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” يتمثل في نوعية السلطة السياسية التي ستفرزها صناديق الاقتراع وتنتج موازين القوى في البرلمان الجديد، وما اذا كانت سيادية انقاذية ام تعيد انتاج المنظومة اياها التي اوصلت البلاد الى الانهيار والافلاس، وهناك نهاية طريق لبنان، لا سمح الله. وترسم للغاية سيناريوهات عدة محتملة اهمها:

السيناريو المتفائل: وهو ذاك الذي يرسمه ويسعى الى تحقيقه فريق الاحزاب المعارضة والمجتمع المدني وقوى الثورة والتغيير، الذي ولئن لم يتمكن من الانخراط في بوتقة واحدة، وتقديم مشروع موحد يجابه  به المنظومة، كان ليحقق انتصارا كبيرا لو ان اطرافه تنازلوا عن مصالح فئوية لمصلحة انقاذ الوطن، الا انه  يمنن النفس بالنصر، باعتباره سيطيح قوى السلطة التي يتهمها بإغراق لبنان في مستنقع العجز والدمار والفساد. السيناريو المشار اليه، ترى فيه المصادر حبل نجاة للبنان من براثن الشبكة العنكبوتية التي يقبع فيها بفعل حرفه عن مساره التاريخي العربي في اتجاه توظيفه ايرانيا واحراق صورته البراقة على المستويات كافة ماليا ومصرفيا وسياسيا وطبيا واقتصاديا ، حتى تحولت النسبة العظمى من شعبه ، بفضل الزعماء الى مجموعة “شحادين” يتسولون المساعدات الغذائية والطبية من المنظمات الدولية، بعدما كانوا حتى الامس القريب مثالا لمحبي الحياة والسفر والعيش الرغيد.  

وتعتبر ان هذا السيناريو ان كتب له ان يترجم عمليا،وحظوظه ليست مرتفعة،قد ينهي معاناة اللبنانيين، ليس بشحطة قلم حكما، الا ان وبمجرد فوز هذا الفريق، ستنقلب الامور رأسا على عقب ويتم تشكيل حكومة خارجة عن قبضة حزب الله ، حكومة اصلاحية، تبدأ مسار الاصلاح المنشود من المجتمع الدولي ومن صندوق النقد وتعيد الثقة الدولية بلبنان وتاليا التعافي الاقتصادي والسياسي السريع.

السيناريو الثاني يرتكز الى بقاء القديم على قدمه وعدم حصول تغيير واسع على مستوى احجام القوى النيابية، وهذا يعني عمليا استمرار الستاتيكو القائم اليوم، من دون احداث خرق يذكر،علما انه الاكثر ترجيحا، بحيث تبقى المراوحة متسيّدة المشهد اللبناني في انتظار التسوية الدولية والاقليمية التي ستنسحب حكما على الواقع اللبناني وتحديدا مفاوضات فيينا النووية، وحتى ذلك الحين، تستمر الرعاية الفرنسية بمعونة خليجية لضمان عدم ارتطام لبنان بالقعر من خلال مساعدات من هنا وصندوق انساني من هناك، وخطورة السيناريو هذا تكمن في استمرار الضبابية مخيمة على مشهد التسويات الدولية والعجز عن تحديد المدة التي قد تستغرقها المفاوضات للوصول اليها ، في ظل تداخل العوامل والتطورات والازمات لا سيما الغزو الروسي لاوكرانيا، وقد زاد طين مفاوضات فيينا بلّة.

ثالث السيناريوهات، وهو الاخطر، تضيف المصادر الدبلوماسية، يكمن في فوز فريق السلطة اي تحالف الثنائي الشيعي والاحزاب الدائرة في الفلك الفارسي والتيار الوطني الحر. الخيار مستبعد في ضوء المعطيات، الا ان حزب الله الذي اعلن بلسان كبار مسؤوليه انه يضع ثقله ليربح حلفاؤه ويتمكن من الامساك بالغالبية النيابية، يسعى بكل قوته السياسية والمالية وسطوته العسكرية لبلوغ الهدف، واذا اضطر قد لا يتوان عن لعب الورقة الامنية. آنذاك، تقول المصادر على لبنان الذي عرفناه السلام… ولكن هل يسمح المجتمع الدولي والدول العربية بسيناريو مماثل ، علما ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قال في احد تصريحاته ان لبنان لا يمكن ان يحكم من فريق واحد، فهل كلامه هذا تطميني ام انه ايقن ان التسويات لا بد ستؤدي الى انخراطه في الحياة السياسية والانتظام في داخلها بعيدا من السلاح الواجب التخلي عنه؟ الايام الباقية حتى يوم 16 ايار لا بد ستكشف النقاب عن المستور.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد