- Advertisement -

- Advertisement -

الراعي الى مصر غداً للقاء السيسي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس

صونيا رزق – الديار

ما يقوم به البطريرك الماروني بشارة الراعي، من جولات عربية ودولية منذ سنوات، طارحاً قضية لبنان على تلك المنابر المهمة، خير دليل معبّر عن تلك الهواجس والمخاوف على وضع لبنان ومصيره، بحيث شكلّت جرس إنذار اراد إسماعه للمسؤولين في لبنان، لكن وكما جرت العادة لم يتلق هؤلاء تلك الصرخات المدوّية، فتنقلوا بين الالغام السياسية التي حذّر سيّد بكركي من انفجارها المرتقب، واستمروا في صمتهم وسباتهم العميق، عير آبهين بالمخاطر التي تحدث عنها. وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال يطلق التحذيرات من تغيّير جذري لصيغة لبنان، تختلف كليّاً عن هويته، مع خوف كبير من فرض اجندات على الشعب اللبناني، للقبول بأيّ شيء والسيطرة عليه، فيما المطلوب الحفاظ على لبنان وهويته الى اقصى الحدود.

هذه المواقف يعبّر عنها البطريرك الراعي بشكل دائم، بعدما سمعها من مسؤولين دوليين افادوه بها ، مع جملة تختصر كل تلك التحذيرات «بلدكم يتنقل بين الألغام سارعوا الى إنقاذه»، وفق ما ينقل مقرّبون منه، وهو من خلال تكرار النداءات اراد ان يُفهمها للحكام الذين وعلى ما يبدو لم يتمعنوا جديّاً في ما قاله سيّد بكركي ، وإلا لشهدنا تحركات سياسية على مستوى واسع، لكن للاسف لم يتلقف هؤلاء معاني تلك الرسائل، بحيث تأتي ضمن إطار حث المسؤولين على إنقاذ لبنان، وتذكيرهم بدعوات المجتمع الدولي الى انتشال بلدهم المهدّد بزواله عن الخارطة الدولية، لذا يكرّر الراعي دعوته الدولة الى التحرّك والالتفات حول الشعب، الذي لم يعد يحتمل القهر والإذلال والجوع وتركه لمصيره، وكأن لا دولة ينتمي اليها او سلطة تتولى امور مواطنيها في اصعب الظروف.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

null

وينقل المقرّبون من سيّد بكركي ايضاً، أنّ سكوت اهل السلطة المدوّي والدائم ، دفع بالبطريرك الراعي الى نقل مواقفه من الدين الى السياسة، بسبب استشعاره الخوف الكبير على مصير لبنان، في ظل غياب أي بارقة امل بالحل، لذا لم يترك مناشدة إلا واطلقها، خصوصاً الى الدولِ الصديقة والعربية لنجدة لبنان، والى منظَّمة الأمم المتحدة للعمل على تطبيق القرارات الدولية وإعلانِ حياده، الذي هو ضمان وحدته وتموضعه التاريخي في هذه المرحلةِ الحافلة بالتغيّرات.

وانطلاقاً من متابعة جولاته هذه، يتوجّه البطريرك الراعي مساء غد الجمعة الى مصر، في زيارة تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل 22 الجاري، للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وعرض الملف اللبناني وشؤونه وشجونه، كما يلتقي شيخ الأزهر أحمد الطيب لطرح مسألة حوار الاديان والحضارات، رفضاً للتطرّف وكل ما من شأنه ان يوقظ الافكار الارهابية، ويعقد اجتماعاً مع البابا تواضروس حيث ستحضر أيضاً القضية اللبنانية والوجود المسيحي في الشرق، الذي يعاني من صعوبات عديدة خصوصاً في بعض الدول العربية، نتيجة الحروب والاضطهاد والإرهاب وكل تداعيات ذلك، ويزور الراعي ابرشية القاهرة المارونية حيث يلتقي مرجعيات روحية وابناء الرعية، خصوصاً بعد سفر العديد من اللبنانيين الى مصر، واستقرارهم هناك نتيجة الازمات المعيشية والاقتصادية والمالية التي تتوالى على لبنان منذ سنتين.

الى ذلك، وصفت مصادر سياسية مسيحية الزيارة بالمهمة جداً، لدولة عربية فاعلة كمصر، والتي تربطها بالبطريرك الراعي علاقة جيدة جداً، اذ تنظر اليه كمرجعية وطنية كبرى وليس مسيحية فقط، وهي على اطلاع دائم بمواقفه التي تدعمها، وخصوصاً طرحه للحياد وابعاد لبنان عن سياسة المحاور، وبالتالي فالبطريرك الماروني ينظر اليها كدولة شقيقة وقديرة تعمل على مساعدة لبنان، وهذا ما برز قبل اشهر خلال زيارات عديدة لمسوؤلين مصريين الى لبنان، إضافة الى انّ مصر عملت على تقديم التسهيلات لتأمين الكهرباء ووصول الغاز الى لبنان، ولم تمتنع عن أي مساعدة لنا كبلد شقيق يعاني من اوضاع صعبة جداً.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد