- Advertisement -

- Advertisement -

عن حفر “الصخر” في الكتائب !؟

الجريدة – عيسى بو عيسى

ليس بشكل تسلسلي ودراماتيكي إنما تدريجيا يكاد حزب “المسيحيين الاول” وهو الكتائب اللبناينية يعمد عند كل إستحقاق الى الإستعانة أو الإستدانة بصديق أو أكثر سبيلا لخوضه معارك وإنتخابات ، فالحزب الذي كان يملك كتلة نيابية وازنة خلال فترة طويلة من الزمن ، بات اليوم ووفق أسباب لا يجهلها أصحاب الشأن فيه ملحقا بهيئات المجتمع المدني ، وحتى هؤلاء يرفض البعض منهم التعاون معه على خلفية وضعيته الغير بعيدة أنه جزء من السلطة .

وفيما تقرّ مصادر كتائبية بما سبق إن من حيث أعداد كتلته النيابية المتواضعة في المتن تحديدا أو تأثيره في الحياة السياسية بشكل قوي ، وتقول : لم نكن يوما في السلطة الفاعلة وبالكاد تمثيلنا إقتصر على وزيرين ، ناهيك عن التغييرات الجذرية التي طرأت على وضعية البلد ككل إبتداء من الطائف وصولا الى إستهدافه جسديا ومعنويا من أطراف كثر في السلطة القائمة ، هذا المشهد الكتائبي لحزب عمره من عمر لبنان لا يمكن تبرير تراجعه الدراماتيكي بهذه الخفة حسب مصادر سياسية مراقبة ، التي تعتبر أن سياسة الحزب إرتكزت على سلسلة من الرهانات وفي مقدمها الاعتراض على كل شيء مهما كان هذا الشيء ومشروع تحت شعار “تغيير” الطبقة الحاكمة بكاملها لتقول : هذا عذر أقبح من ذنب، فهل الكتائب تنتظر القضاء على السلطة الموجودة وتنظيف الارض وإعادة هيكلة الدولة وبالأخير تسليمها الى الحزب !! لتطرح السؤال التالي : لماذا يحتاج الحزب عند كل منعطف الى مهاتفة “صديق” من هنا  وشبه حليف من هناك لتبرهن مدى حجمها وقوتها ، وأين زنود “الحافرين” في صخرة الكتائب ؟ أين حلفاء الكتائب المفترض عقد التفاهمات معهم كي يبقوا أوفياء وثابتين عند الملمات ؟

Ralph Zgheib – Insurance Ad

لا شك ومن خلال العرض المسهب عن الاسباب الموجبة لهذا الإنقباض الكتائبي الذي بالكاد ومنذ عشرات السنين
“راس السوق” لديه نواب ثلاث يشكلون الحديقة الخلفية لبكفيا معقل الحزب الاساسي والتاريخي ، وغير ذلك تفتقر المناطق المسيحية من جزين الى الشوف وبعبدا وكسروان وجبيل وصولا الى زغرتا وبشري لأي تمثيل نيابي ، وحتى بعض النواب الكتائبيين أقدامهم لدى القوات اللبنانية وأياديهم في مكان اّخر ! وللدلالة على تراجع الحزب تستعرض المصادر السيناريو الحقيقي التالي :

1- في المتن الشمالي يمكن إعتبار فوز الشيخ سامي الجميل أمرا طبيعيا ، وإمكانية عدم وصوله الى المرتبة الاولى هي القصاص بذاته بوجود منافس قوي له هو النائب ابراهيم كنعان ، والنائب الياس حنكش أيضا لديه لزوم المعركة في المتن فقط ، أما الوصول الى الحاصل الثالث أمر مستبعد ، وفي عرين الكتائب يمكن إعتبار عدم الفوز بحاصل ثالث بمثابة “عيب” لحزب عريق وفي عقر داره .

2- فالكتائب على خلاف مع القوات اللبنانية إبنتها البكر وبغض النظر عن الاسباب الموجبة لحزبين متلاصقين تقريبا في العقيدة والالتزام ، كان على الكتائب أن تبادر رغم الصعوبات للتلاقي ولو على الحد الادنى من القواسم المشتركة ما دامت القراءة في السياسة شبه موحدة ، بغض النظر عن “هفوات” القوات تجاه منبعها الحزبي .

3- مع التيار الوطني الحر لا كلام ولا سلام على خلفية تفاهم مار مخايل بين التيار وح ز ب الله ، لكن هذه المصادر تلفت الى أن الكتائب سبق وعمدت الى عملية”شم الحبق” لدى الحزب ولم تكن الخطوة موفقة مع معرفة الجميع بوجود لجنة عملت لفترة من الزمن بين الحزبين لكنها لم تتواصل ، مع أن ح ز ب الله يرحب بهكذا تفاهمات بينما أجندة الكتائب بدت مختلفة فيما العلاقات مع حليف الحزب الاساسي وهو حركة أمل على خير ما يرامّ !!

4- مع حزب الوطنيين الاحرار وبالرغم من ضاّلة شعبيته لا يستطيع مدّ الكتائب بالاصوات اللازمة لتكريس زيادة الكتلة ، فالاحرار بالكاد يستطيعون تنظيم صفوفهم أولا ثم التوجه نحو دعم الاّخرين.

5- أما التعويل الاكبر للكتائب حاليا يرتكز على حركات المجتمع المدني والمنصات السياسية وهذه بمجملها يضربها عامل الفرقة فيما بينها على خلفية تصنيف الاحزاب بالسلطوية أو عدمها على مقياس “ريختر” أو غيره وفقا لرزنامة غير مفهومة المنهج المعتمد ، وتقول هذه المصادر أن الاستناد أو الاستعانة بهذه الحركات المجتمعية لا تطعم خبزا للكتائب ما دام قرارها ليس ملك أيديها إ ففي كسروان “تستعين” الكتائب بالنائب المستقيل نعمة افرام والعمل معه لإيصال سليم الصايغ الى الندوة البرلمانية ، وفي زغرتا يتم العون من قبل النائب المستقيل ميشال معوض يضاف اليهما البترون حيث من   المنتظر أن يستظل النائب السابق سامر سعاده بمعوض أيضا مع نجل النائب السابق بطرس حرب المحامي مجد !! والامر نفسه في جبيل حيث لا شريك ولا معين !

إنها حكاية “إبريق الزيت” الكتائبية منذ الطائف حتى اليوم في عقد التحالفات الغير مرنة أقله لناحية المعركة الانتخابية ، مع ان الشهيد الراحل الوزير بيار الجميل إستطاع خلال فترة وجيزة نسج تحالفات وتجميع الكتائبيين جميعهم في البيت المركزي ، وبالتالي تدعو هذه المصادر الى فصل العمل الحزبي عن الانتخابات أقله خلال فترة الاستحقاق ، فكافة التيارات والاحزاب تقوم بإختيار أشخاص غير حزبيين لكن مقربين منها إلا إذا كان الامر يدخل في خانة “العيب”أيضا وفرض الطاعة ثانيا !!

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد