نقلا عن موقع المركزية
بحجم الكارثة التي حلّت ببيروت في ٤ آب الماضي، وبحجم معاناة اهلها ووجع ذوي ضحاياها وآلام المصابين، وبفداحة الجريمة التي اقترفت بحق العاصمة وناسها، على يد مَن حوّلوا عنابرها الى مخازن لسلاحهم النووي، ومَن عرفوا بوجود قنبلة موقوتة بين المدنيين ولم يتحركوا ومَن لم يعرفوا ما هو النيترات، ولا تزال ترتكب مع رفض هؤلاء الرضوخ للقضاء والعدالة… بحجم كل ما ذُكر من مآسٍ انسانية و”سياسية”، يجب ان يكون يوم إحياء الذكرى السنوية الأولى لنكبة بيروت، وهو سيكون كذلك بحسب ما تقول مصادر في الحراك الثوري والمدني لـ”المركزية”.
فالمسيرات من القرى التي ينحدر منها الضحايا والشهداء الى وسط مركز فوج اطفاء بيروت في الكرنتينا ومنها الى المرفأ للمشاركة في القداس الذي يقيمه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المناسبة، ليست التحرك الوحيد. انها في الواقع جزء من تحركات اوسع ستشهدها البلاد الأربعاء المقبل، تريد القوى الثورية إبقاءها مفاجئة ومباغتة.
لكن المصادر تكشف ان الثوار سيتوزعون على مجموعات ستتولى كل منها التظاهر في منطقة معينة، امام مقر رسمي معين او على طريق حيوي محدد، لتوجيه رسالة إلى السلطة مفادها ان روح الثورة لا تزال موجودة وان التغيير آت لا محالة، وان الهروب من المحاسبة ومن القضاء في جريمة المرفأ وسواها، وأبرزها إفقار اللبنانيين وإذلالهم، لن يستمر طويلا. وبحسب المصادر، فإن عدم التعاون مع المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق بيطار، سيشكل اذا ما استمر النقطة التي ستفجر بركانا شعبيا غير مسبوق أين منه ثورة ١٧ تشرين…
في المقابل، تستعد الدولة ايضا لهذا اليوم الكبير. وتكشف مصادر معنية لـ”المركزية” ان الاجهزة العسكرية والامنية بدأت التحضير والاستعداد لهذه المناسبة، مشيرة الى ان الجيش جهّز قوة كبيرة سيتم نشرهم في العاصمة وحول المرفأ حيث يقيم البطريرك الراعي القداس الالهي لتوفير الامن والحماية.
كما سيتوزعون في شوارع العاصمة والنقاط الحساسة والمقار الرسمية في محيط مجلس النواب والسراي والدوائر الحكومية، لمواجهة اي تحركات شعبية قد تقترب منها…