كان هادئا في حياته فانسحب من الدنيا بهدوء .
بالأمس ، أطبق شفتيه على ابتسامته الوادعة ، تلحف حتى قدميه ، وعند مغيب الشمس زفر الزفرة الأخيرة ، وغاب .
كرفة جناح فراشة ، وسقوط ورقة خريف ، لم يجزع.
لم يخف .
اسلم الروح ورحل .
الشيخ اميل نسيب الدكاش ما عرفناه إلا عاقلا ، وقورا وبصيرا .
شاء ان يكون نائبا لرئيس البلدية فكان له ماشاء .
ورغب بها في الولاية الثانية فكان له ما أراد .
وكان نائبا لرئيس رابطة آل الدكاش .
في طلته هيبة الوصول ، وفي مجلسه احترام الرجال .
وفي كلامه انتباه وسماع .
كان مقلا في الكلام ولكنه ملم بالنوايا .
ورأيه صواب .
هكذا عرفناه وهكذا احببناه .
موظفا في السلك الديبلوماسي ، أغنى ديبلوماسيته بثقافات الشعوب وعادات الأمم وسلوك الأشخاص . وتعامل مع أبناء ضيعته بكل رقة وتهذيب ومودة ، ولكنه بقي على عاداتهم وتقاليدهم القروية في كل المناسبات والاحتفالات .
كان مؤمنا بالله ، محتكما لمشيئته . متقبلا نوائب الدنيا والدنيا زائلة باطلة غدارة ماكرة .
أميل نسيب الدكاش خسرناه اليوم زميلا في البلدية ورابطة آل الدكاش . وخسرته بلدة فتري وجها من وجهائها وكبيرا من كبارها .
وخسرته عائلته زوجا أمينا ، وابا عطوفا ، وجدا حنونا.
وخسرته صديقا لي ولعائلتي .
خسرته فتري كلمة سواء ، ورجل إباء ، وصداقة إخاء .
رحل ولم يودع ، فترك في القلوب حرقة الفراق ولوعة البعاد .
لعائلته ولبلدة فتري أحر التعازي ، وخالص الدعاء .
رئيس بلدية فتري
مروان سعيد