تنتقل الازمة اللبنانية من قمة دولية الى أخرى، حيث ستكون حاضرة على طاولة القمة الأوروبية التي تنعقد الخميس في بروكسل. وكشفت مصادر إعلامية فرنسية لـ “القبس” الكويتية ان المبعوث الأوروبي جوزيب بوريل غادر بيروت حاملا انطباعات سودواية تتطابق الى حد بعيد مع ما سبق وأعلنه وزير الخارجية الفرسي جان إيف لودريان حول «غرق السفينة اللبنانية». ولفتت المصادر الى ان بوريل عرض فحوى مداولاته مع المسؤولين الذين التقاهم خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد أمس في لوكسمبورغ، مؤكدا لهم ان مشكلة لبنان هي داخلية، وتتلخص بصراع القوى السياسية على السلطة. علما انه أبلغ القيادات التي التقاها ضرورة تنحية خلافاتهم جانبا والذهاب الى تأليف حكومة فورا لتجنب المزيد من الكوارث المالية وتفادي العقوبات.
وحول ماهية العقوبات وتوقيتها، لفتت المصادر الى انه سيتم التطرق الى مسألة العقوبات وما أنجزته اللجان بهذا الخصوص بعد مناقشة تقرير بوريل، علما ان الأوروبيين باتوا مقتنعين ان الأمور في لبنان وصلت الى طريق مسدود. واشارت المصادر الى ان العقوبات الاوروبية تتركز على الفاسدين ومعرقلي تشكيل الحكومة، وسوء إدارة المال العام.
وبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، فإنّ بوريل كان على بيّنة تامة من دقائق وتفاصيل الوضع في لبنان، ومدركاً مكمن تعطيل تأليف الحكومة، ويعرف المعطلين بالإسم. وما قاله خلف الابواب المغلقة مع من التقاهم من المسؤولين، أخطر مما جرى التصريح عنه خارجها، قال صراحة انّ لبنان يقترب مما وصفها “كارثة كبرى”، المجتمع الدولي وفي مقدّمه الاتحاد الاوروبي ينتظر منكم مبادرة إنقاذية سريعة له، تبدأ بالتعجيل في تشكيل حكومة الاصلاحات.
ووفق مطلعين على اجواء ما دار في لقاءات بوريل مع المسؤولين، فإنّه لم يكن مرتاحاً من محاولة بعض من التقاهم إعطاء بعد خارجي لتعطيل تأليف الحكومة، ما اعتبره هروباً متعمّداً من الحكومة. واكّد جازماً على مفاده، انّ الخارج، كل الخارج، بريء من هذه التهمة. وتعمّد ان يصرّح بكلام بهذا المعنى على منبر القصر الجمهوري.
وبحسب المطلعين، فإنّ بوريل، قد بدا في كلامه وكأنّه يسدي “النصيحة الاخيرة”، حيث اكّد على ما مفاده: «المشكلة عندكم وحدكم، لقد اقترب ارتطام بلدكم، صار الوقت ضيّقاً جداً، ولكن ما زالت الفرصة متاحة امامكم، عليكم ان تعجّلوا في تأليف الحكومة، والمجتمع الدولي جاهز لمد يد المساعدة».
ويكشف هؤلاء المطلعون، انّ بوريل في لقاءاته وقف على تناقضات حادة بين هذا المسؤول وذاك، وما لم يقله صراحة، قاله بعض مساعديه: “ما سمعناه لا يحملنا على إبداء التفاؤل”. وعكسوا حقيقة الموقف الاوروبي من تعطيل الحكومة والتأخّر في بدء المعالجات للأزمة الخانقة في لبنان بقولهم: المجتمع الدولي وتحديداً دول الاتحاد الاوروبي متضامنة مع الشعب اللبناني وتتحسّس معاناته، ونحن حزينون، عار على هؤلاء القادة ما يفعلونه ببلدهم”.
وإذا كانت الأنظار، بحسب “اللواء”، تتجه إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم، للاستماع إلى تقرير يرفعه موفد الاتحاد إلى بيروت جوزيف بوريل والذي يعتبر أن لبنان يحتاج إلى قيادة لعبور الأزمة، وتحثهم على تشكيل الحكومة، وسيلفت المسؤول الأوروبي إلى ان لبنان على حافة الانهيار المالي، ولا “يمكننا الانتظار لإنقاذه”، فإن المجموعة الحاكمة تتصرف، وكأن لا شيء يقض مضاجعها.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” انه يصعب التكهن ما إذا كانت نصائح المسؤول الأوروبي للمسؤولين اللبنانيين ستؤخذ بالاعتبار قبل فوات الأوان.
نقلا عن موقع المركزية