- Advertisement -

- Advertisement -

مسؤول حزب الله في جبل لبنان والشمال الشّيخ محمد عمرو : ما يجري في فلسطين بداية النهاية

انتفاضة الشعب الفلسطيني بداية نهاية زمن الاحتلال
إن الذي يجري اليوم في فلسطين هو بدايةُ النهاية لكلِّ مشاريع الهيمنة الصهيونية على أراضي هذا البلد الصابر المحتسب.. ولعل ما يجعلنا نثق بأن النصر على هذا العدوِّ التاريخيّ بات قريباً جداً هو هذه الإرادة الصلبة والتحرّك غير المسبوق لهذا الشعب العظيم بتضحياته والكبير بعنفوانه على الرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضدّه.
إن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين وبعد حركة التطبيع الخليجية المجانية والذليلة، وبعد اعتراف ترامب وادارته بالقدس عاصمة ابدية للكيان واعترافه بحقهم في الجولان والضفة الغربية وبعد ما سموها صفقة القرن وبعد الشعور الصهيوني بان العالم كله يدور بفلكهم وبخدمتهم وزهوهم وغرورهم… وبعد… وبعد!!.
لقد بدأ الصهاينة عملية تهويد وسيطرة كاملة على مدينة القدس ومحيطها ومن ضمنها حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، ومن ثم عملوا على جلب الآلاف من المستوطنين المتعصبين الإرهابيين من أجل الدخول إلى المسجد يومياً لفرض واقع جديد يرسّخوا من خلاله فكرة أن المسجد الأقصى هو لهم وأنه يحق لهم أن يفعلوا به ما يشاؤون. وأن كل الأرض هي لهم وبالتالي يحق لهم أن يأخذوها ساعة يريدون.
وفقاً لهذا المنطق المتغطرس وبناءً على أحقية الشعب الشعب الذي عاني من وطأة الاحتلال وتدنيسه للمقدّسات واستهزائه بكل القرارات الدولية واستعلائه لم يكن أمام الشعب الفلسطيني المستضعف إلا أن ينتفض دفاعاً عن أرضه وعرضه وما تبقى من كرامته. وُضِعَ بين السلّةِ والذِّلة.. “وهيهات منه الذلّة”.
لقد انطلقت مجدداً وبزخم كبير وعزمٍ لا يلين وبأس شديد انتفاضة الشباب الفلسطيني في حي الشيخ جراح واعتصموا في الشارع لحماية بيوتهم من الانتهاكات الإرهابية الصهيونية. حيثُ حُدِّد يوم الاثنين الأخير من شهر رمضان المبارك لاجتياح عشرات الالاف من المستوطنين المتطرفين المسجد الاقصى واحتلاله بالكامل. ما حمل الشباب المقدسي وكل أهل القدس ومحيطه من (فلسطيني 48). إلى الاستنفار للدفاع عن أولى القبلتين.
لقد قام الجيش الصهيوني بمهاجمة الفلسطينيين في حي الشيخ جراح وفي المسجد الأقصى لإخراج أبناء الأرض وحماتها منها بالحديد والنار. وكانت ستحصل مجازر إضافة لمحاولة رسم واقع جديد يقضي بإنهاء الوجود الفلسطيني كل مدينة القدس وضواحيها لتصبح مدينة يهوديةً صافية مع طمس كلِّ معالم المدينة العربية المقدسة.
من هنا كانت هبة أبناء غزة من الأخوة في حماس والجهاد وباقي الفصائل في اللحظة المناسبة والدقيقة وكان لا بد من إيقاف هذا العدو الصهيوني عند حدِّه ومن أجل فرض معادلات جديدة ومغايرة كلياً للخنوع اليعربي والتآمر الدولي على فلسطين المحتلة.. وسيستمر هذا الأمر من دون أي مساومةٍ مذيلاً بتوقيع الدم الفلسطيني المبارك. ولن تقف الحرب قبل تحقيق ذلك.
وهكذا وبعد أن عززت المقاومة الشعبية الفلسطينية البطلة قدراتها بدأت فصائل المقاومة في دكِّ المستوطنات المحتلة وصولاً إلى تل أبيب وما بعدها بمئات الصواريخ الثقيلة مخلِّفةً الرعب في قلوب المستوطنين حيثُ باتوا في الملاجئ وتعطّلت الحياة الاقتصادية وتعقّدت وتشابكت الأمور على هذا المجتمع الهجين ما أربك العدو وحلفاءه سياسياً العدو عسكرياً.. فهو وبعد أربعة أيام على بدء المواجهات لا يدري ماذا يفعل وماذا ينتظره من مفاجآت. بوجود هذه القدرة المتفوقة والدقيقة والمذهلة للمقاومة الفلسطينية في غزة المحاصرة براً وبحراً وجواً.
من المعلوم والواضح الذي لا يخفى على أحد وقوف العالم الغربي إجمالاً وفي الأغلب في صفِّ هذا العدو وهو متعاطف بالكامل مع الصهاينة وهم يعملون منذ عشرات السنين لدعم وتقوية وتثبيت هذا الكيان المغتصب في كلِّ المحافل وعلى كل الأصعدة: المادية، والعسكرية، والإعلامية، وحتى التّدخُّل المباشر لحمايته كلما اقتضت الحاجة لذلك.
إن أي رهان على تدخُّل لوقف الاعتداءات وردع الصهاينة من قبل هؤلاء هو رهانٌ خاسرٌ حتماً فهؤلاء لن يصدر عنهم لا اليوم ولا غداً أي شيء حتى الشجب والإدانة فضلاً عن أي إجراء عملي. وبناءً عليه فإنه لا يجوز ولا يُعقل أن يعوِّلَ أحدٌ ما أو ننتظر أي حركة مما يسمى العالم الغربي أو الرأي العام العالمي، ولا حتى تلك الجمعيات أو المؤسسات الدولية التي تسمي نفسها إنسانية. أما دول الخليج المطبّعة والمتعاملة فهي أوهن وأضعف وأذلّ من أن تأخذ موقفاً داعماً أو مسانداً للفلسطينيين وقضيتهم.
اليوم نحن نرى أن الأمل كل الأمل بل إن الواقع هو أن محور المقاومة الممتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى اليمن وكل الشرفاء من أبناء شعوبنا العربية والإسلامية ومستضعفي العالم هم الذين يعوّل عليهم في وقوفهم إلى جانب الفلسطينيين شعباً وأرضاً ومقاومة بكل الإمكانيات المادية والعسكرية والسياسية.
وفقاً لكلِّ مجريات الحدث الأكثر أهميةً في العالم اليوم ليس هناك من موقفِ سوى موقف الرصاص والصاروخ والثبات والعزيمة..  ولا قرار سوى قرار أهل الأرض ومقاومتهم الباسلة من حماس إلى الجهاد الإسلامي وإلى كلِّ فصيلٍ مناضلٍ مجاهدٍ وعتيد. القرار اليوم هو لهم.. والكلمة لهم ومحور المقاومة ينتظر إشارة منهم.
إن محور المقاومة هو جسد واحد وغرفة عمليات واحدة وإدارة واحدة ولديهم القدرة الكاملة والجهوزية التامة لسحق ومحق ومحو هذا الكيان المغتصب وهم جاهزون وعلى سلاحهم وينتظرون الفرصة المناسبة والتي يتمنون أن تكون قريبة جداً.. جدا. بينما في المقابل فإن أمريكا ومن خلفها الكيان الصهيوني وكل الدول الغربية وبعض الدول العربية التي تدور في الفلك الأمريكي.. جميع هؤلاء اليوم باتوا في حالةِ إرباكٍ وضياعٍ ووهن. ولعل كل الذي حدث ويحدث وسيحدث في هذه الأيام هو مواتٌ واحتضارٌ لما سُميَّ بصفقة القرن التي أضحت بالفعل صفعةَ القرن لكل متآمرٍ على شعبٍ عظيمٍ عزمهُ متين.. وقضيّته مقدّسة لن تموت ولن تُهزم.. إنه زمنُ الانتصارات الذي بشّر به منذ زمنٍ سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله.
النصر والعزّةُ لمحور المقاومة.. وتحيةً للشعب الفلسطينيّ المقاوم.. والسلام على كلِّ ذرّةِ ترابٍ من فلسطين الحبيبة.
الشيخ محمد عمرو

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد