- Advertisement -

- Advertisement -

العقوبات الفرنسية وضعت على نار حامية… ولبنان ليس اولوية

الرسالة المباشرة والواضحة وضوح الشمس التي حملها معه موفد الرئيس الفرنسي وزير الخارجية جان إيف لودريان، للمسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، أمس، أنه إذا لم تتشكل الحكومة في أسرع وقت، فإن باريس أخذت قرارها بفرض عقوبات على جميع المتورطين في تعطيل التشكيل، وحتى الذين تربطهم علاقات وثيقة بفرنسا، لأنه لم يعد ممكناً تحمل تبعات هذا الاستهتار غير المقبول في تخفيف الأعباء عن كاهل اللبنانيين بولادة الحكومة التي طال انتظارها كثيراً .

وكشفت المعلومات التي توافرت لـ”السياسة” الكويتية، أن الوزير لودريان، أكد بصريح العبارة أن بلاده ستعاقب المعطلين لوحدها، بصرف النظر عن الموقف الأوروبي الذي لا يبدو أنه يسير في نفس التوجه الفرنسي، وأن هناك توافقاً فرنسياً أميركياً على هذا الصعيد، بعدما ثبت لباريس وواشنطن، أن هناك في لبنان من يضع مصلحته الفئوية والخاصة، قبل مصلحة اللبنانيين، ما أخر ولادة الحكومة ما يقارب سبعة أشهر.

وقالت المعلومات لـ”السياسة”، أن قصر مدة اللقاءين بين الوزير الفرنسي والرئيسين عون وبري، يؤشر بوضوح إلى أن الأول أراد إبلاغ رسالة بلاده بأن العقوبات وضعت على نار حامية، وأن باريس لن تتساهل بعد اليوم مع كل من يعطل تأليف الحكومة اللبنانية، على قاعدة  “قد أعذر من أنذر”.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

وفي سياق متصل، أكدت مصادر عين التينة لـ”أساس” أنّ الضيف الغاضب “لم يتناول مع الرئيس بري مسألة العقوبات الفرنسية أو الأوروبية على بعض المسؤولين اللبنانيين، لا من قريب ولا من بعيد، بل اقتصر كلامه على أنّ المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة، وعلى ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ الوضع”.

كذلك، لفت مصدر وزاري، لـ”الأنباء” الكويتية، إلى ان “بدأت تتشكل شبه استحالة في استمرار الرئيس المكلف سعد الحريري ممسكا بورقة التكليف إلى ما لا نهاية، مع انعدام كلي لأي انسجام ولو ظرفيا بينه وبين رئيس الجمهورية”.

ورأى المصدر أنّ “زيارة لودريان هي المحاولة الأخيرة والإنذار الأخير بالذهاب الى تأليف حكومة، أو انهيار كل المحاولات لتركيب حكومة تلتزم برنامجا إصلاحيا سبق وحدده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

إلى ذلك تقول مصادر فرنسية إنّ لودريان يحمل رسالة واضحة وصريحة من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى كل المسؤولين اللبنانيين، مضمونها أنّ فرنسا على مسافة واحدة من الجميع، ولن تترك لبنان ينهار، وانها متمسكة بحكومة الاختصاصيين المستقلين، ومع البدء بتنفيذ الاصلاحات فوراً.

ويبدو من الوقت المحدد الذي استغرقه لقاء لودريان في بعبدا ومن ثم عين التينة (نصف ساعة في كل لقاء) انه لم يتباحث مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وإنما اكتفى بإبلاغ كل منهما بما هو آت ليفعله، ثم استمع منهما إلى تفاصيل الوضع الحكومي والمراحل التي مرت وتمر بها عملية تشكيل الحكومة. ووضع حدا للتكهنات والتقى رئيس الحكومة المكلف.

ومن ضمن المبررات التي طرحت، لعدم الاعلان عن برنامج لقاءات لودريان في بيروت، الرغبة في عدم الالتزام امام احد، ولذلك آثر الاعلان عن موعدين له فقط، مع عون وبري، كونهما المسؤولين الرسميين الوحيدين في البلد. فهل يعني ذلك انه احتسب الرئيس المكلف سعد الحريري، غير مسؤول رسمياً؟، علما انه “أم الصبي”، في الحالة الحكومية الراهنة، ام انه لم يدرج اسمه على اللائحة الرسمية للزيارة، ليساويه بجبران باسيل وباقي الكتل النيابية والاحزاب الذين سيلتقيهم في قصر الصنوبر.

وأشارت “الانباء الالكترونية” الى ان بالتزامن مع ما تسرب عن مضامين لقاءات لودريان بأنه ذكر أن لبنان ليس على أي أجندة دولية سوى فرنسا، وأن الأولوية لتأليف حكومة ويجب عدم الرهان على المباحثات الجارية دولياً على أكثر من صعيد، والتي يبدو أن البعض في لبنان مستمر في الرهان عليها، جدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط دعوته لعدم انتظار اي تطورات اقليمية، مستشهداً بفشل مفاوضات الناقورة، مؤكداً أن لا خيار أمام المعنيين بملف الحكومة إلا بالتسوية.

وفي مجال متصل سجّلت أوساط سياسية ملاحظة أساسية تتعلق بضرورة عدم أخذ كل القوى السياسية بالجملة في تحميلها مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة، إذ إن هناك من قدّم أقصى التسهيلات وأفكار تلو الأفكار لمحاولة المساعدة في عملية التأليف، دون أن يتلقف المعنيون أياً منها، وهذا ما لا يجب التغاضي عنه عبر أسلوب التعميم الخاطئ والمجحف من أي جهة أتى.

نقلا عن موقع المركزية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد