تطرح أوساط سياسية واسعة الإطلاع عبر موقع “جبيل اليوم” السؤال التّالي : هل لبنان أمام اتفاق جديد أم لا زال يكتنفه الغموض، ويختزله بعض الأطراف دون أن يكون هناك ميثاقية، وحيث باتت فئة واحدة تتحكّم بمفاصل القرار اللبناني ؟
ك المصادر القانونية والدستورية تؤكد، بأن مجلس الوزراء في ظل غياب رئيس الجمهورية، هو من يبرم الإتفاقات للدولة، ومن ثم يرسلها إلى مجلس النواب، الذي يحتاج إلى نصاب طبيعي، ومن ثم تعود إلى مجلس الوزراء الذي يصادق عليها، لكنهابحاجة إلى موافقة الثلثين.
أما ماذا جرى في الساعات الماضية؟
تقول الأوساط السياسية ، بأن تفاؤل هوكشتاين حذر، كما الحال عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما يعني الأمور لا زالت في مكانها، بدليل التصعيد والمخاوف والقلق بعد معلومات عن حشود برية في منطقة جولان، أو ضربة إسرائيلية للعراق وربما إلى إيران، عندها قد ينهار الاتفاق في لبنان، لأن حزب الله وفق مراجع سياسية مطلعة، حتى الساعة لم يفصل لبنان عن غزة ومستمرّ في المساندة والمشاغلة، وبالتالي الوضع هشّ وصعب ومقلق، بإنتظار الأيام القليلة المقبلة وترجمة ما تم التوافق عليه بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، لذلك الأمور تدور في حلقة مفرغة،حتى إستلام الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب في كانون الثاني المقبل، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، وبمعنى اوضح نتنياهو لن يقدم هدية للرئيس الحالي جو بايدن وإدارته، بل للإدارة الجديدة، وعلى هذه الخلفية سيبقى يماطل ويقضم ما تبقى في الجنوب من منازل وممتلكات كما نرى في الإشتباكات العنيفة عند الحدود ، وبالمقابل حزب الله بدأ يستعمل سلاحاً جديداً في قصف المدن الإسرائيلية، بعد معادلة بيروت مقابل وسط تل أبيب، التي أطلقها الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، لذلك كل الأمور واردة ومفتوحة على كافة الإحتمالات، إذا لم يكن هناك حسم وجزم لأي إتفاق ما زالت معالمه مُبهمة، وهذا ما يؤكد عليه أكثر من مسؤول سياسي بالبلد، من الذين يرون أن الأمور ستبقى على ما هي عليه، دون التوصل إلى وقف إطلاق النار، لأن هذا الإتفاق هو اتفاق سياسي وعسكري خارج إرادة شريحة واسعة من الأطياف السياسية والطائفية، وبمعنى آخر خارج إطار الدستور وإن فرضت الظروف بأن يكون الرئيس نبيه بري يفاوض، إنما حتى الساعة ماذا تضمن هذا الاتفاق؟ وهل من ملاحق سرية وسوى ذلك؟ هذه المسألة تحددها المرحلة الآتية ، خصوصاً وأن المراقبين يعتبرون هذه الملاحق “الشغل” الأساسي لتسوية وقف إطلاق للنار .
وأخيراً، فإنه حيال هذه الأجواء الصعبة، فكل التوقعات واردة لاسيما أن إسرائيل تؤكد على تمسكها، وهذا البند الخلافي، بالمراقبة والمتابعة، وأبلغت كل المعنيين بأن أي إمداد للسلاح لحزب الله على أي معبر سيتم قصفه، وبعثت رسائل بطرق ديبلوماسية في هذا الإتجاه للقيادة السورية ، ما يعني الأمور لم تحسم بعد، بانتظار الساعات القادمة ليتبلور الاتفاق، وبالتالي نتائج لقاء هوكشتاين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أنطوان غطاس صعب