لم يتمكن الأفرقاء المسيحيون في ظل العدوان الإسرائيلي ضد لبنان من خلق أرضية مشتركة في ما بينهم والإنطلاق نحو توحيد الصف لمواجهة الواقع الراهن والتفكير في رؤى تمكنهم من تقديم حل واحد يحمل تواقيعهم للتقدم به إلى المعنيين وصانعي القرارات.
لا يزال الإنقسام سائدا وإن ظهر تناغم في موضوع ربط الجبهات ورفض جر لبنان إلى الحرب. لربما هؤلاء الأفرقاء لم يقرروا بعد الإنضواء تحت منطق واحد، إذ ان لكل من هذه القوى استراتيجية معينة وحسابات تتحكم بالتعاطي مع الملفات المطروحة، ولذلك هناك من يسأل أن لم يحن الوقت لهذه الوحدة المسيحية، فمتى يحين؟ وإن لم تعود هذه القوى إلى قواعدها الأساسية والاضطلاع بدورها الأساسي، فمتى تفعل؟
على ما يبدو يصعب أن تذهب الأمور إلى عبارة “وحدة الصف المسيحي” دفاعا عن لبنان.
وهنا تقول أوساط مراقبة لوكالة “أخبار اليوم” أن هذه القوى في الأصل لم تبادر إلى لم الشمل حتى لم تعكس أية اندفاعة في اتجاه بلورة هذه الرؤية المشتركة للإنقاذ، فكانت مبادرة من هنا وحركة سياسية من هناك. ولكن الهواجس كبيرة في المجتمع المسيحي بشأن كيانه ووجوده في ظل تسريبات عن غربلة ديموغرافية و”ترانسفير” وغير ذلك.
وتشير الاوساط إلى أن اي تحرك لا بد أن يحمل صفة العجلة ووفق تفاهم واضح، لا يتم الخروج عن نقاطه لأنه مضبوط بإيقاع هذا التفاهم، على أن هناك شكوكا تلف أية إمكانية للوصول إلى هذا الأمر.
وترى هذه الأوساط ان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب اللبنانية وتيار المردة وبعض المستقلين ما زالوا بعيدين عن التقدم خطوة في اتجاه صياغة العمل المشترك ومواقفهم تعبر عن ذلك، فالتقارب في ما بينهم مستحيل حتى أن ما من متطوع لعمل خير كهذا وما من راغب أيضا، علما ان المسألة تحتاج إلى قرار انفتاح أو مفتاح صغير ربما عبر كلمة تقرب المسافات.
وتؤكد على ان الوقت لم يفت لاستدارة أو لتنازل أو حتى لتوجه يزيل أية مخاوف من أمام الجمهور المسيحي بمعارضيه وحتى بمن تربطه بقوى الممانعة، عما تخبىء لهم الأيام، إنما هل من تنازل أو غير ذلك؟… فالأمر مرهون بالقوى المعنية فقط .
لن يسمح الوقت بالمناكفات من جدبد أمام ما يخطط للبلد ولذلك فإن الموضوع لا يحتاج إلا لتضحية لأتمام التلاقي السليم.
كارول سلوم – وكالة “أخبار اليوم”