يُنقل وفق المعلومات الديبلوماسية، بأن الاتصالات الدولية والخليجية والعربية والغربية وسواها، حتى في الداخل اللبناني، تتركز على وقف إطلاق النار، لكن من زاوية أن الجميع يترقّب الميدان، فماذا سيفعل حزب الله هل يواصل قصفه للبنى التحتية في إسرائيل وضرب منشآتها العسكرية، بعدما سجل إنجازاً في حيفا؟ وهل العدو الإسرائيلي أيضاً سيواصل التدمير الممنهج، بحيث يقضي على بنية حزب الله الاقتصادية والاجتماعية وسواها، ناهيك إلى ضرب قيادات الصف الأول وتصفيتهم إلى رأس الهرم، ومن ثم الاستمرار في ضرب الآلة العسكرية لحزب الله؟ والسؤال أيضاً ماذا عن الموقف الإيراني بعدما بات جليّاً أن الجميع ينتظر ماذا ستفعل إسرائيل في إيران؟ وهل ستكون ضربة موجعة وغير مسبوقة؟ عندها سيتم إقحام المنطقة في صراع كبير وحرب إقليمية لذلك لبنان يترقّب هذا المعطى في الأيام القليلة المقبلة، بمعنى ليس من وقف إطلاق النار قبل معرفة التوجه الإسرائيلي بالنسبة لإيران، فإذا قصفت إيران فمعنى ذلك أن لبنان سيكون الحلقة الأضعف، وسيتلقف تداعيات هذه الحرب أكثر بكثير مما هي الأوضاع عليه الآن.
من هذا المنطلق، الرئيس نبيه بري تواصل مع الأميركيين، وثمة حوار وسعي لوقف إطلاق النار، خصوصاً أنه الوحيد القادر على التواصل معهم ومع الغربيين بتفويض من حزب الله .
لكن المعطيات تشير إلى أن العدو الإسرائيلي يطالب بوقف إطلاق النار شرط انسحاب حزب الله حتى الأولي، وتسليم سلاحه، ما ردّده أكثر من مسؤول أميركي وغربي في إطار الحوار مع رئيس مجلس النواب، بمعنى الجهود الدبلوماسية حتى الساعة تدور في حلقة مفرغة، وعود على بدء، فالجميع يترقّب ماذا يمكن أن يحصل في إيران، وهل من حرب ستشنّها إسرائيل بدعم أميركي وبريطاني على طهران وضربها بالعمق؟ ما سينسحب على لبنان، لذلك الأمور مرتبطة بالميدان من حزب الله إلى العدو إلى إيران ولبنان، وبالمحصلة هو من سيتلقّى التداعيات، لذا الحديث عن وقف إطلاق النار أو أي استحقاق آخر بما في ذلك الرئاسة، إنما هو متروك جانباً للمساعي الدبلوماسية، وقد يتبلور في الأيام المقبلة، لكن ليس ما يؤكد بأن العدو الإسرائيلي سيوقف الحرب، بل سيستمرّ في ضرب حزب الله وبنيته العسكرية والاقتصادية وسواها.
وتقول مصادر ديبلوماسية أن ما يجري اليوم سيؤدي إلى وضع غير مسبوق ميدانياً وسياسياً وتحولات كبيرة، خصوصاً حول موضوع النازحين الذي بدأ يتخذ منحى مغايراً، وعدم انضباط على الرغم من سعي الجميع من أجهزة أمنية وقيادات وزعامات لرأب الصدع وعدم تجاوز البُعد الإنساني لهذه المسألة، ما يعني البلد أمام محطات صعبة ومفصلية في هذه المرحلة.
أنطوان غطاس صعب – صحيفة “اللواء”