دخل لبنان في أتون الحرب، وكل المعلومات والتقارير الاستخباراتية والعسكرية الغربية التي تأتي إلى بعض المسؤولين من الأميركيين والغربيين وبعض الدول العربية، تؤكد بأن العدو الإسرائيلي اتخذ قراره بالتدمير الممنهج على غرار غزة وتشعب قصفه ليطال كل المناطق، وذلك على خلفية الضغط السياسي على حزب الله للقبول بمنطقة عازلة، وهو الهدف الأساس لتأمين أمن سكان المستوطنات بحسب العدو ، وعدم تكرار عملية السابع من أيار، أي أن يدخل حزب الله إلى الجليل والمستوطنات.
من هذا المنطلق، فإن العدو سيسعى إلى تحويل المنطقة إلى أرض محروقة عبر قصف جوي، دون أن يصل إلى الدخول البري، أو الاجتياح، من أجل المنطقة الآمنة، وحض حزب الله ليقبل بهذا الخيار، وإلا سيواصل حربه وإن تحولت إلى استنزاف، وستكون طويلة جداً، أو أن لبنان سيكون نموذجاً غزاوياً، دائماً بحسب التقارير .
فلهذه الغاية جاء سفر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بإلحاح وإصرار من بعض الدول العربية والغربية، ليكون على مقربة مما يجري بغية مناقشة هذا الموضوع وطرح عدة سيناريوهات، ووقف إطلاق نار والقبول بأي قرار دولي قد يحصل، كي يكون لبنان في صورة ما يحدث .
وبناء عليه فميقاتي سيعود بقرار أميركي وأوروبي واضح لهذه الترتيبات، وسيطرحه مع المسؤولين اللبنانيين جميعاً لاسيما رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي سيلتقيه مباشرة بعد عودته من الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى تواصل ولقاءات مع مسؤولين في حزب الله لوضعهم في صورة هذه المقترحات.
لذا، فالأجواء التصعيدية مستمرة وبمنسوب قد يرتفع في أي توقيت، وقد يكون مفاجئاً للكثيرين لأن الخيار العسكري متخذ عند العدو ، وثمة سباق بين هذه المقترحات والديبلوماسية، من أجل أن يكون هناك ترتيبات واضحة، بعدما فشلت كل الخيارات والقرارات بما فيها الـ 1701 ، أي نحن أمام قرار دولي جديد، ولهذه الغاية ذهب ميقاتي إلى نيويورك، حيث ثمة ترقب لما يمكن أن يحصل في الأيام القليلة المقبلة، إذ المخاوف بدأت تقض مضاجع اللبنانيين بعدما باتت كل المناطق عرضة للقصف، وأيضاً هناك معلومات وأجواء تشي بأن ذلك مستمر، وبوتيرة أعنف إلى أن يأتي الحل الدبلوماسي.
أنطوان غطاس صعب – صحافي وكاتب سياسي