- Advertisement -

- Advertisement -

هل نتضامن مع من يعتبر شهادته نعمة؟

Betico Steel

كتب داني حداد في موقع mtv: 

ليس هذا الكلام من باب الحقد أبداً، ولا يهدف طبعاً للشماتة. علمّني مسيحي أن أحبّ أعدائي، فكيف بالحريّ أبناء وطني. ولكنّه كلام يجب أن يُقال، وبصراحة.

لا يمكن لمن يرى عمليّات رفع الأنقاض للمباني التي سقطت في الضاحية الجنوبيّة، وصور الأطفال الذين فُقدوا، إلا وأن تدمع عيناه. ينضمّ شهداء حيّ الجاموس الى آخرين سقطوا في مناطق أخرى، منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
نكاد نبلغ العام. عامٌ من دمٍ كثير، وقد جعله البعض رخيصاً. من استشهدوا أمس سقطوا على يد الإجرام الإسرائيلي الذي بلغ أوجه، ويبدو أنّ وتيرته ستتصاعد بعد، ولكن سقطوا أيضاً نتيجة إهمال مسؤولين في حزب الله لحياة عشرات العائلات عبر عقد اجتماعٍ في مبنى سكنيّ، تماماً كما حصل سابقاً في عمليّات استهدافٍ في الضاحية الجنوبيّة. 
هل يجب أن نتعاطف؟ بالتأكيد. نحن لبنانيّون، ونملك مشاعر إنسانيّة، بغضّ النظر عن طوائفنا. ولكن، هل نتعاطف ونبكي من يريد الموت لنفسه؟ كيف نفسّر، مثلاً، قول الشيخ صادق النابلسي، بعد انفجار الأمس: “السماء تمنحنا المزيد من الشهداء… يا لها من نعمة”. إذا كانت هذه نعمة، فلمَ نتعاطف ونتضامن إذاً؟
ليست السماء، ولا من فيها، من يمنح الشهادة. هذه الشهادة هي نتيجة إجرامٍ إسرائيلي مصحوب بتدخّل لحزب الله في حربٍ لا صلة لنا بها، انطلاقاً من حساباتٍ لإيران تتّصل بدورها في المنطقة. الأطفال الذين ماتوا وقودٌ في صراعٍ إقليميّ، وهم، بالنسبة الى دولٍ وأحزاب، بمثابة “أضرارٍ جانبيّة” يُضحّى بهم على طريق الوصول الى الأهداف السياسيّة والعسكريّة المرسومة.
هناك من يجلس في إيران ليقول لك: شارِك في هذه الحرب، أو خُض هذه المعركة، أو نفّذ هذه العمليّة، من دون أن يأبه لأطفالٍ يستشهدون، ولأحلامٍ تُدفن تحت أنقاض بيوتٍ بُنيت بعرق الجبين والحرمان.
وهناك في لبنان من لا يأبه بجمهوره، بل أقنعه بأنّ موته انتصارٌ ونعمة، كما ادّعى الشيخ صادق، وهو يجلس على أريكةٍ في منزله.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

هي حربٌ عبثيّة بات خوضها فعلاً إجراميّاً يلاقي إجرام العدوّ، ويُخرِج منه أبشع ما فيه. فيا سيّد، ارحم من يحبّك. أقنِعهم بأنّ التضحية بأبنائهم فداك لا صلة لها بالدين ولا بالأخلاق ولا بالمسؤوليّة. دعنا نعيش ما تبقّى من حياتنا بهدوء، فلا تسقط بعد سقوفٌ فوق رؤوس الأطفال. كلّ طفلٍ هو ابني، وأؤمن بأنّ حياته هو النعمة، لا شهادته. شهادته ألمٌ ما بعده ألم.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد