المركزية – بات من المؤكد ان بمعزل عن الموقف العلني لدول الخماسية المكرر منذ بداية الشغور الرئاسي بأن على لبنان ان ينجز انتخاباته الرئاسية سريعا، فإن اطلاق التحرك في هذه الفترة، ليس مجرد لعب في الوقت الضائع على غرار ما كان يحصل سابقا. بل ربما يكون جديا جدا هذه المرة. مرد ذلك شعور لدى تلك الدول بأن الحرب على غزة وامتداداتها وتحديدا الى جنوب لبنان اقتربت من وضع اوزارها. اي انهم يحاكون اليوم التالي لانتهاء الحرب في الجنوب عبر تمهيد مسبق للاستحقاقات المرتبطة بهذه الجبهة التي تستوجب ان يكون على رأس الدولة في لبنان رئيس يشرف او يدير او يشارك في مفاوضات الحل السياسي لجبهة الجنوب.
يذكر ان تحذيرات فرنسية كانت ابلغت في وقت سابق الى مرجعيات وفاعليات سياسية ان مصلحة لبنان تكمن في التعجيل في انتخاب رئيس يمثل لبنان في مؤتمر اقليمي او دولي حول المنطقة ما بعد الحرب لان ان لم يكن لبنان على طاولة المفاوضات ممثلا برئيس للجمهورية فقد تأتي الحلول على حسابه اوتطرح بمعزل عنه ومنافية لمصلحته ويجد نفسه مضطرا للقبول بها .
النائب السابق مصطفى علوش يرى عبر “المركزية” ان لا تبدل في الظروف المحلية والدولية من شأنه ان يؤدي الى نجاح حراك الخماسية المستجد .حتى ان الاحتقان الاقليمي يتزايد مع استمرار الموازين القائمة على حالها .كما ان اللبنانيين على انقسامهم من ملء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد للبلاد . الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله يريد الاستمرار راهنا دون رئيس للجمهورية مراهنا على انتصاره ومحوره لفرض ما يتطلع اليه في لبنان واقليميا بما يعزز اوراق ايران التفاوضية .اما في الجانب المسيحي هناك حسابات للاحتفاظ اقله بدولة جبل لبنان ، اضافة الى وجود ضياع سني .القول بوجوب ايجاد رئيس للجمهورية استعدادا لليوم التالي بعد الحرب يفترض ان يكون اولوية . لكن هل اميركا جدية في وقف القتال بغزة .هذا امر مشكوك فيه كون لا اعتبار لديها سوى الحفاط على اسرائيل ومصالحها في المنطقة .اخر همها لبنان اليوم والرئاسة فيه مع انشغالها بانتخاباتها الرئاسية، خصوصا وان اللبنانيين يعملون بأنفسهم على هدم دولتهم التي لم تعد ترضي احدا منهم . كما قلت حزب الله يريد اقامة ولاية الفقيه.المسيحيون يتطلعون لكيفية الحفاظ على وجودهم والسنة ضعفاء وضائعين “ومش عارفين شو بدون يعملوا “.
ويختم املا في الحفاظ على لبنان الديموقراطي التعددي الموحد، مشككا بذلك مع وجود قبائل حاكمة قادت البلد الى الانهيار وتعمل بنفسها على تفكيكه .
يوسف فارس – “المركزية”