أكثر من سؤال يطرح نفسه حول واقع “منتسبي التيار الوطني الحر” بعد استقالة النواب الياس بو صعب، الان عون ، سيمون أبي رميا ، وابراهيم كنعان من “البرتقالي”، وهذا السؤال يتردد اكثر بين الذين يعملون تحت جناح هؤلاء النواب من إعلاميين واختصاصيين ومساعدين او مرافقين وغيرهم ويحملون بطاقات انتساب حزبية.
حال هؤلاء كحال النواب الذين استقالوا، لديهم ملاحظات على أداء “التيار البرتقالي” لا سيما في الآونة الأخيرة، والبعض منهم وجد نفسه في حيرة وأمام خيار صعب: المغادرة او مواصلة العمل بعدما بقي لسنوات مع هذا النائب أو ذاك.
لا توجد الكثير من التفاصيل حول هذا الموضوع، على الرغم من ان هناك من أعلن صراحة خياره هو عدم الإبتعاد عمن ناصره ووقف إلى جانبه في احلك الظروف. اما الملتزم بخطى الرئيس ميشال عون أو بـ” الباسيلية” فسبق له أن قرر البقاء مع مؤسس التيار ورئيسه حتى الرمق الاخير. اما بقاء بعض المنتسبين الى التيار مع أحد النواب المستقلين فلا يعني أن “الجنرال” لم يعد في العقل والقلب.
وفي هذا السياق، لا بد من الاشارة الى ان هؤلاء النواب ساهموا في إيصال شباب الى مراكز متقدمة وتوظيف كفاءات ودعم مشاريع صغيرة وكبيرة، وبالتالي يصعب على هذه الفئة أن ترد الجميل بالعاطل أو التمرد.
وهناك مثال على “الوفاء” عبّر عنه العاملون في إذاعة “صوت المدى” المملوكة من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والتي كانت لسنوات طويلة الناطقة الرسمية باسم التيار الوطني الحر وعملت لأجله وفتحت الهواء المباشر له، حتى أنها قدمت نموذجا عن دعمه، وخصصت مساحة كبيرة لنشاط الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري .
العاملون فيها هم من “ابناء” التيار مناصرين او منتسبين اليه “منذ نعومة أظافرهم”، كرسوا وقتهم وجهدهم لدعمه ودعم رسالته. اما اليوم فما هي اجواء هؤلاء الموظفين ؟
مصادر مطلعة تقول لوكالة “أخبار اليوم” أن إذاعة صوت المدى ما تزال كما هي عليه، منفتحة على كل الاطراف من دون استثناء، لا تشن هجوما على احد ولكن في الوقت عينه لا تقبل بأي هجوم على بو صعب .
اما بالنسبة إلى الملتزمين في التيار، فهناك كثر غير مقتنعين بالنهج القائم فيه حاليا، اما المقتنعون فلم يتأثروا بالاستقالة اطلاقا بل على العكس فانهم يزاولون عملهم كالمعتاد.
وما هو سارٍ في صوت المدى، ينطبق على الوظائف الأخرى التي لم يستقل منها الملتزمون لمجرد ان من سعى او عمل لتوظيفهم استقال، بحسب مصادر واسعة الاطلاع في التيار…
مما لا شك فيه أن الإنقسامات داخل التيار تكبر شيئا فشيئا وان ما جرى مع النواب ليس بوضع “عابر”، فهناك من يدرس قرارا مماثلا انما ينتظر التوقيت المناسب للاعلان عنه.
على اي حال، هذه الاستقالات التي ضجّ بها ليس فقط التيار بل الاوساط اللبنانية كافة تضع بعض الملتزمين أو المنتسبين وحاملي البطاقات الحزبية أمام خيارات عدة.
كارول سلّوم – وكالة “أخبار اليوم”