من المتوقّع، وفق مصادر سياسية متابعة، أن تتميّز كلمة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اليوم في تشييع منسق منطقة جبيل في “القوات اللبنانية” المغدور باسكال سليمان، بالدعوة إلى تحكيم العقل وتبريد العواطف وردّات الفعل، وعدم الانجرار إلى الفتنة التي يعمل لها البعض، وفق ما أشارت إليه “النهار” قبل يومين.
بدوره التقط رئيس حزب”القوات اللبنانية” سمير جعجع الإشارات التي وصلته في اليومين الماضيين من فريق الممانعة الذي يريد تبديل وجهة اهتمامات الرأي العام الداخلي والخارجي، وحشر “القوات” في زوايا الفوضى والفتنة وردات الفعل؛ فمن المتوقع أن يدعو إلى تفعيل مؤسسات الدولة، ويؤكّد ثوابت حزبه من موضوع السلاح، مسلّماً للقضاء والأجهزة الأمنية بدورها، من دون أن يؤثر على عزيمة مناصريه، بتأكيده مجدّداً استمرار المقاومة والتصدي لمنطق الدويلة من دون الوقوع في فخ ربما ينصب له ولحزبه.
وإذا كانت المعطيات المتوافرة حتى الساعة تشير إلى حصر أسباب الجريمة بفعل السرقة، فإنّ الحادث يعيد فتح ملف النازحين السوريين، ويعطي دفعاً جديداً لمعالجته في ظلّ تفاقم خطره على لبنان.
وكان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين فجّر قنبلة كلامية قبل يومين، إذ قال إنّ “الأمن في لبنان غير ممسوك، وهناك 20 ألف مسلّح داخل المخيمات “بينطلبوا” عند ساعة الصفر”.
وقد رفع منسوب الخوف من ازدياد ردود الفعل التي حصلت على الأرض إثر العثور على جثة باسكال سليمان في سوريا ومقتله على يد عصابة سرقة سورية.
وإذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قدم التعازي أمس بسليمان، تحدث عن حلّ لملف النزوح سيكشف عنه في آخر نيسان الجاري، ربما يكون ولد من محادثاته مع الرئيس القبرصي بعدما اتّفقا على أن يثير الثاني الملف أمام الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات جديدة تسهّل العودة، وحذّر من أنّ هناك أيادٍ خبيثة تعمل على نشر الفتنة، كشف الوزير شرف الدين أمس عن “خطة لإعادة النازحين السوريين بانتظار وضع الآلية لها”، مشيراً إلى أنّ “القافلة ستنطلق باتجاه سوريا بعد عيد الفطر”.
وأكّد شرف الدين، مسؤولياته تجاه هذا الوطن، والعمل على إعادة مليون و500 ألف نازح سوري إلى بلادهم، غير آبه لقرارات الاتحاد الأوروبي أو للمفوضية ولا للدول المانحة أو أميركا”، معتبراً أنّ “ضميره يملي عليه فعل هذا”.
ودعا عبر “صوت لبنان” الدولة اللبنانية والمعارضة السورية إلى “التواصل مع الدولة السورية المعنية بهذا الملف، للتوصل إلى اتفاق حول آلية عودة النازحين إلى مناطق آمنة”. ولفت إلى ضرورة “العمل على تشيكل لوبي بالتنسيق مع الدول المضيفة للنازحين كتركيا والأردن للضغط باتجاه إيجاد حلّ مناسب لهذا الملف”.
وأشار إلى أنّ “المؤتمر الخاص بالنازحين السوريين الشهر المقبل سيتضمّن مطالب لبنان التي لن تقتصر على المساعدات المالية بل بالمطالبة بعودة النازحين، لما يمثلونه من خطر على الكيان اللبناني”. وحذّر من “خطورة العصابات المنظّمة، ومن نحو عشرين ألف مقاتل، بانتظار تنفيذ القرار الأميركي المتضمن أعمال قتالية وعنفيّة”، مشيراً إلى “الأسلحة المخبأة تحت مخيمات النازحين”.
في المقابل أكّد وزير الداخلية بسام مولوي أننا “لا نحرض على اللاجئين السوريين ولكن ندعو لتطبيق القانون على كلّ المقيمين على الأراضي اللبنانية”. وأشار إلى أنّ “لبنان ملتزم حقوق الإنسان ونحمي كل من هو على الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية”. وأضاف: “لبنان ليس بلداً يتحمل اللجوء وهناك مناطق في سوريا أصبحت آمنة”. ودعا الجميع إلى التهدئة وعدم التعدي على الغير.
كلام مولوي جاء ردّاً على تصاعد الأعمال العنفية التي طاولت سوريين في غير منطقة، وإذا كانت هذه التعديات فردية الطابع، فإنّ “طابوراً خامساً” عمل على إشعال نيران الفتنة عبر بيانات مشبوهة وزّعت باسم شباب القرى والمدن والأحياء تدعو إلى ترحيل السوريين والاعتداء عليهم، من دون أن تجد أيّ جهة تتبناها.
الدفن اليوم
وفيما استمرّ توافد المعزين امس، واستمرت التحضيرات لدفن سليمان ظهر اليوم، اجتمعت لجنة المتابعة المنبثقة عن كتل تحالف التغيير والتجدد والكتائب والجمهورية القوية بالإضافة إلى النائب بلال الحشيمي، وأصدرت الاتي: بمناسبة جناز الشهيد باسكال سليمان ظهر الجمعة 12 نيسان 2024 في كنيسة مار جرجس في جبيل، يدعو نواب قوى المعارضة اللبنانيين إلى تحويل الجمعة يوم حداد وطني تضامناً مع عائلة باسكال سليمان وتحية لروحه، وإظهاراً لتضامن جميع اللبنانيين مع الدولة اللبنانية وسيادتها في وجه فوضى السلاح والفلتان الأمني والسلاح غير الشرعي الذي يعاني منه لبنان حالياً.
المصدر: النهار