رأى عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطالله أن “لقاءاته المتكررة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، مكلفا من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تكللت حتى الساعة بنسبة عالية جدا من النجاح، وتسير بخطى ثابتة ضمن أجواء إيجابية لافتة”.
واضاف في حديث لـ “الأنباء الكويتية”, “الغاية من هذه اللقاءات وضع الخلافات الكبيرة التي لا حلول لها جانبا، وتخفيف حدة التوتر في الملفات التي بإمكان الفريقين الوصول فيها إلى تفاهم ثابت بينهما، خصوصا أن الطرفين يعيان مخاطر المرحلة الراهنة التي تستوجب تحصين الوضع الداخلي”.
ولفت عطالله إلى “ان الفريقين يختلفان في بعض الملفات بطريقة إدارتها على قاعدة الشراكة في الحكم، إلا أن الملف الأساسي الذي لابد من التوصل فيه إلى حل سريع هو الاستحقاق الرئاسي كونه الوحيد الذي يعيد إنتاج هيكلية الدولة في سياق الانتظام العام للمؤسسات الدستورية، وذلك لمواجهة سائر الاستحقاقات المقبلة”.
وأكد أن “الفريقين (حركة أمل والتيار الوطني الحر) متفقان على ضرورة التشاور بشكل مكثف وسريع بين الأطراف اللبنانية كافة، وصولا إلى جلسة انتخاب رئيس، ومن ثم الذهاب إلى تشكيل حكومة قادرة على مواجهة المرحلة المقبلة”.
وردا على سؤال، لفت عطالله إلى “انه من حق الثنائي الشيعي ان يرشح من يشاء لرئاسة الجمهورية، لكن ما نحن مقتنعون به هو انه لا يمكن تعطيل البلاد من أجل مرشح غير قادر على الوصول إلى السدة الرئاسية، والمطلوب بالتالي خلطة أسماء ينتخب منها من يحصل على الرقم الأعلى من الأصوات. من هنا تأييد التيار الوطني الحر ليس فقط لمبادرة كتلة الاعتدال الوطني، انما أيضا لكل جو إيجابي من شأنه المساهمة في إنهاء الشغور الرئاسي. ولا يمكن ترك البلاد على حالتها الراهنة خصوصا في الظروف الصعبة التي تعصف بالمنطقة”.
وذكر أن لقاءاته مع الرئيس بري “قطعت شوطا كبيرا في التفاهم على بعض النقاط الرئيسية، ويبقى الأهم وجود نوايا طيبة لفتح كوة في جدار الشغور الرئاسي، والعبور منها إلى خواتيم إيجابية تفتح سائر الأبواب الموصدة”.
وعما إذا كانت الغاية الخفية من لقاءاته مع الرئيس بري إعادة ترميم علاقات التيار الوطني الحر مع الآخرين وفي طليعتهم الثنائي الشيعي، أكد عطالله “أن هذا الكلام أشبه بما قيل زورا وبهتانا عن التيار خلال ثورة 17 تشرين الاول. ومن يتحدث اليوم عن عزلة التيار يتقصد تشويه الحقيقة القائلة بأن التيار غير مقفل أبوابه في وجه أحد، ويتواصل مع جميع الفرقاء انطلاقا من دوره الوطني وشعوره بالمسؤولية حيال توحيد الصفوف لقيام الدولة، إذ لا يمكن لأي مسؤول لبناني أن يرى ما يراه من مخاطر محدقة بلبنان والمنطقة نتيجة التصعيد الإسرائيلي الممنهج ولا يبادر إلى صياغة مبادرة لتحصين الساحة اللبنانية”.
وختم عطالله: “المستغرب ليس ما يقوم به التيار الوطني الحر لتقريب وجهات النظر مع الرئيس بري وغيره من القيادات اللبنانية إنما المستغرب هو وجود من يرحب بالحرب، ويطلق النار عشوائيا باتجاه الآخرين، ويتعمد إثارة الفتن الداخلية في محاولة لإحداث انشقاقات داخل الصف اللبناني الواحد، فهؤلاء يشكلون الخطر الأكبر الذي يستوجب التنبه منه كشر مطلق”.