المركزية- أشار المكتب الإعلاميّ لراعي أبرشيَّة أنطلياس المارونيّة المطران انطوان بو نجم، غداة الاجتماع الاول للقوى المسيحية في بكركي الخميس، الى ان “المُبادَرة التّي يتُمّ التّداول بها في الإعلام، وفي الرأي العامّ، هي مُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة. اضاف: إنَّ المُبادرة المُشار إليها أعلاه بدَأت مُنذ أكثَر من عامّ، ويتابعها فريق عمل متخصص في الدّستور والقانون والسِّياسات العامَّة، وهي بعيدَة عن أيّ إنحياز لأيّ فريق سِياسيّ، بل هي تتقاطَع في ثوابِتها مع كل الإرادات الطيِّبة التّي تعمل لخَلاص لُبنان.
ولفت إلى ان “لُبنان يمُرُّ بلَحظَةٍ تاريخيَّة مصيريَّة تقتَضي من جميعِ اللُّبنانييّن، الإلتِفافَ حَولَ القِيَم المُؤسِّسَة لدولة لُبنان الكبير في دَورِه الحضاريّ، وهي الحريّة، والعدالة، والعَيش المُشتَرك، والسِّيادَة النَّاجِزة، وكُلُّ ذلِك بتَطبيق الدّستور، واستكمال عقد المؤسَّسات الدّستوريّة وإنجاز الإصلاحات، بما يَحمي هويَّة وطن الرِّسالة”.
بكركي اذا، عبر المطران بو نجم، حرصت على اعطاء مسعاها لاعداد وثيقة يُجمع عليها المسيحيون، بعدا وطنيا، اي انها تتطلع الى ان تنطلق من الاطراف المسيحية اولا، لتُطرح بعدها على الاطراف الاخرى كلّها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. كما ان هذه الوثيقة، وكما قال بونجم نفسه، تنطلق من الدستور وليست منحازة لاي فريق سياسي.
تورد المصادر هذه المعطيات كلّها، لتشير الى ان رغم هذه الاعتبارات، البعيدة عن اي تموضعات، ورغم اصرار الصرح على النفس الانفتاحي “الوفاقي” الذي لا يتمسك الا بالدستور والقانون، رفض تيار المردة المشاركة في الخلوة التي دعا اليها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
واذا كان التيار الوطني الحر شارك، وأبدى تحفّظات على بعض النقاط، سيما السيادية منها، التي تُعنى بسلاح حزب الله وبقرار الحرب والسلم وبحياد لبنان، فإن “المردة” فضّل ان يغيب ولم يرسل اي موفد الى بكركي وقاطع الاجتماع.
ولهذه المقاطعة، وفق المصادر، دلائل بارزة لا يمكن المرور فوقها مرور الكرام، سيما في ظل الشغور الرئاسي وترشّح رئيس المردة النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. فهي تؤشر الى مدى انغماس فرنجية في صف 8 آذار وحزب الله وطروحاتهما.. فهو يرفض مجرد النقاش فيها، ويغيب عن بكركي لارضاء الضاحية وعدم ازعاجها.. فالى اي حد يمكن ان يكون رئيسا توافقيا يُجمع عليه اللبنانيون؟ وفي حال وصل الى بعبدا، الى اي مدى سيكون وسطيا في ادارة الازمات وطرح الملفات الشائكة على طاولة حوار؟!