أنطوان غطاس صعب : دخل لبنان في عنق الزجاجة، في ظل أجواء تشي بأن هناك مرحلة صعبة مقبلة على البلد، لكن في مقابل ذلك، ثمة معلومات موثوقة، بأن اتصالات جرت على أعلى المستويات في الساعات الماضية بين باريس وواشنطن والقاهرة والدوحة والرياض، من أجل عدم قيام العدو الإسرائيلي بأي حماقة على شاكلة إمتداد الحرب من غزة إلى لبنان، وإمكانية فصل المسار الرئاسي عن غزة والجنوب، وقد قطعت الأمور شوطاً كبيراً في هذا الإطار، وعلى هذه الخلفية يرتقب بأن يكون الأسبوعين المقبلين حاسمين للجنة الخماسية، حيث ثمة زيارات نوعية دون استثناء أي طرف، ولهذه الغاية سيكون لقاء سفراء الخماسية مع الرئيس السابق ميشال عون مفصلياً، ما يعني عون سينقل وجهة نظر الخماسية لصهره رئيس التيار أو لم يحضر في حال أرادت ذلك السفير الأميركية في لبنان ليزا جونسون بسبب عقوبات بلادها على باسيل.
لكن ثمة مؤشرات تؤكد بأن القرار أتخذ ولهذه الغاية سينتخب الرئيس خلال الشهرين المقبلين في حال لم يستجد أي حدث سياسي وأمني، وبمعنى أوضح حراك الخماسي بهذا الشكل وصولاً إلى أجواء عن لقاء قريب لوزراء خارجية الخماسية، إما في بيروت أو الرياض، فذلك بدوره سيكون مفصلاً أساسياً، على اعتبار أن ثمة معلومات بأن واشنطن قررت بأن ينتخب الرئيس في لبنان قبل الصيف المقبل، ومن شأنه أن يخفف وطأة الأحداث والتطورات على الجبهة الجنوبية، ويمكن البحث مع أي رئيس يأتي في ما يمكن أن يتخذ من ترتيبات على الحدود والإلتزام بالقرار 1701،وهذا مدخل لتشكيل حكومة وفاقية،.
ولهذه الغاية ثمة خطوات متلاحقة سيشهدها لبنان في غضون الأيام القليلة المقبلة، إنما هناك عنوانين أساسيين وفق المتابعين، وقف الحرب في الجنوب ومن ثم إنتخاب الرئيس، وإن كان هناك عدم فصل بين مسار غزة وجنوب، إنما الاتصالات الجارية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدوره يمثّل وجهة نظر حزب الله ويفاوض عنه، قد يصار إلى تبليغ الخماسية بإمكانية البحث في الاستحقاق الرئاسي نيابة عن الحزب، وعليه فالأيام المقبلة مفصلية بهذا الصدد، في حال لم يستجد أي حدث كبير، لكن أكثر من مرجعية سياسية في البلد تؤكد بأن قرار أميركي بإنتخاب الرئيس بدا جدياً هذه المرة، فهل تنجح واشنطن ؟
