المركزية– الامال اللبنانية هذه الايام معلقة على امكانية توصل الخماسية وتحديدا عبر سفرائها في بيروت الى دفع الاستحقاق الرئاسي قدما وحمل القوى السياسية والنيابية على انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا وان الحديث عن ضغوط تمارس على الفرقاء بدأ يتزايد. ولكن منذ لقائهم السابق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى لقاء اليوم واجتماعهم قبلا في دارة السفير السعودي وليد البخاري ثم في قصر الصنوبر لم يرشح ما يؤشر لقرب ملء الشغور الرئاسي باستثناء ما يطلقه بعض الموفدين والدبلوماسيين انفسهم من مواقف تذكيرية يسمونها حاجة لبنان الى انتخاب رئيس للبلاد في هذه الظروف العصيبة.
يبرز في هذا السياق، ما بات مؤكدا لدى غالبية المستويات السياسية من انعدام وجود اي معطيات جدية حول امكان تحريك الملف الرئاسي خارجيا في المدى المنظور، ومعنى ذلك ان ما تشهده الساحة على مستوى الحراك الداخلي لا يعدو كونه لعبا في الوقت الضائع ومراوحة ربما تكون طويلة الامد في مربع السلبية القائمة والمفتوحة على سلبية أكبر كون الحراك الداخلي يفتقر حتى الان الى غطاء خارجي مواكب نظرا لان التطورات في المنطقة والوقائع الحربية الممتدة من غزة الى لبنان واليمن قد سبقتنا، وبالتالي كل الملفات الداخلية وفي مقدمها الملف الرئاسي باتت اقل من ثانوية امام التحولات الجارية في المنطقة والمخاطر التي تتراكم فيها.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه يقول لـ”المركزية” في هذا الاطار ان لا ايجابية تسجل بعد على مستوى الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية على الرغم من الحراكات المعلنة والمعروفة بدءا من اللجنة الخماسية وسفرائها المعتمدين في لبنان الذين يحظون بدعم الرئيس بري ويؤيدون في الوقت نفسه دعوته الى الحوار والمبادرة الاخيرة التي اطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه والقائمة على الحوار او التشاور لايام من اجل الاتفاق على مرشح او اكثر لخوض الانتخابات، والا الذهاب الى جلسات مفتوحة لفوز احدهم وتصاعد الدخان الابيض .
اما بالنسبة الى طرح كتلة الاعتدال الوطني التي تسعى مشكورة ايضا لتدوير الزوايا رئاسيا والتوافق على اسم او اثنين لخوض الاستحقاق اضافة الى تأمين النصاب لجلسة الانتخاب فهو يلتقي مع مبادرة بري ايضا، ما يؤكد ان لا امكانية لانتخاب الرئيس من دون التوافق .وهذا ما يفترض ان يعيه الرافضون للحوار والتفاهم .
ويختم سائلا:” كيف بدك تنتخب رئيس للبلاد والناس ما بدها تحكي مع بعضها”؟
يوسف فارس – “المركزية”