المركزية – وسط الاجواء السياسية المشحونة محليا وخارجيا برز استعجال من قبل الادارة الاميركية لاعادة تحريك الملف الرئاسي في لبنان، رافقه قلق حقيقي لدى خصوم حزب الله من تسوية تكون على حسابهم، خصوصا ان كبير مستشاري الرئيس الاميركي جو بايدن لشؤون الامن والطاقة اموس هوكشتاين يسوق لفكرة سحب الذرائع من حزب الله عبر الدفع قدما الى تفاهم حول تثبيت الترسيم البري بما يشمل حل للنقاط الـ13 المتحفظ عليها لبنانيا وتؤكد ملكية لبنان للنقطة “ب1 “الواقعة في خليج الناقورة على ان تكون منطلقا لترسيم الحدود البرية والانسحاب شمالي الغجر فضلا عن وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية ريثما يتم حل الالتباس مع سوريا حول وضعها القانوني.
ولأن إرضاء حزب الله غير سهل، ثمة فكرة أميركية تقوم على منحه اليد الطولى في الملف الرئاسي مع تسوية في رئاسة الحكومة للمضي قدما بهذا الطرح الذي يمنح الإسرائيليين ما يحتاجون إليه من ضمانات لطمأنة سكان المستوطنات بالعودة تحت عنوان اتفاق ضمانات امنية على الحدود يلزم الطرفين بتطبيق القرار 1701 لا تعديله، ويكون المخرج التفاوضي مع الدولة غير مباشر ويكون الحزب وراء الدولة في قرارها كما حصل في الترسيم البحري. ولأن واشنطن تريد ان يكون الملف الرئاسي جزءا من الترتيبات الملحقة بأي تفاهمات اقليمية في غزة، فلن يكون امامها الا تحريك الملف الرئاسي في وقت قريب. ولان تمرير اي تفاهم غير متاح بوجود حكومة تصريف الاعمال وغياب رأس الدولة المعني مباشرة بالاتفاقات الدولية، كلفت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى بربارة ليف آموس هوكشتاين العودة الى بيروت قريبا لاستئناف مساعيه على محور الترسيم البري وفق سيناريو يشمل “جزرة “توفير مساعدات مالية واستثمارية للحكومة اللبنانية تشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لبدء معالجة ازمة الاقتصاد في لبنان ومساعدة الدولة على النهوض.
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم يقول لـ”المركزية”: الاكيد ان هناك اجواء دولية تبدلت حيال الوضع في لبنان. وقد وجدت ترجمة لها في عملية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية، حيث كان الحديث واضحا ان الامر يحظى بدعم مجموعة الدول الخمس على ما تسرب اثر الزيارة التي قام بها السفير السعودي وليد البخاري الى بكركي. بالطبع الاجواء الداخلية ومواقف الكتل النيابية المؤيدة لاستمرار القائد في موقعه تلاقت مع المناخ الخارجي الداعم فكان التمديد كون الشغور في قيادة الجيش غير مسموح في هذه الاوضاع الصعبة في لبنان والمنطقة.
ويتابع: في اي حال لقد اثبت اللبنانيون انهم قادرون بتعاونهم على انتخاب رئيس للجمهورية غدا اذا ما استمروا بهذا النهج من التلاقي، الذي لا شك كان لرئيس المجلس النيابي نبيه بري اليد الطولى في ترجمته، ولتكتل الاعتدال الموقف الداعم في الوصول اليه. واعتقد ان توجه نائب الرئيس الياس بوصعب من بري بدعوته الى المبادرة للحوار مجددا ليس عبثيا انما قد نجد ترجمة له عما قريب.
ويضيف: العالم اجمع يدعونا الى التهيؤ لما بعد الحرب على غزة والعمل على اعادة انتظام الدولة ومؤسساتها بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة انقاذية للخروج من النفق والنهوض بالبلاد، واعتقد اننا مقبلون ان شاء الله على هذه المرحلة.