المركزية – على رغم إعلان رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب نيته عقد قمة روحية في مقر المجلس، وافق عليها كل من زاره طارحا الفكرة، لا تبدو طريقها معبّدة حتى الساعة، اذ يبدو ان دونها عقبات او ان الامور لم تنضج بعد لعقدها في المدى القريب.
الخطيب زار كلا من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في فردان، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى فالى اي وصلت مساعيه؟
مصادر معنية تستبعد عبر “المركزية” انعقاد القمة قريباً، خاصة وقد دخلت البلاد في فترة الأعياد، ما يعني حكماً ترحيل انعقاد القمة إلى العام المقبل.وتشير الى ان زيارات الخطيب الى المرجعيات الروحية تدخل ضمن الدعوة لإعادة إحياء عقد قمة روحية في ظل الأوضاع الأخيرة المستجدة التي حصلت وستحصل على الساحة المحلية، ومن بينها استحقاق رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش واحتمال الفراغ في المؤسسة العسكرية.
أما عن التحضيرات اللوجيستية، فتؤكد المصادر أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة للمتابعة والتنسيق، خاصة وأن لجنة الحوار الاسلامي – المسيحي تحتاج إلى تجديد، فمن بينها وزير التربية عباس الحلبي وغيره من الأشخاص الذين لم تعد تسمح لهم ظروفهم بالعمل ضمن اللجنة.
الخطيب قام بزيارة مباشرة الى بكركي وهذا أكبر مسعى لعقد قمة، كما زار الشيخ أبي المنى للغاية عينها والمفتي دريان. المواضيع الاساسية متفق عليها لكن لم تنضج تماماً بعد. ثمة أمور عالقة لن تسمح بانعقادها في القريب العاجل، إضافة إلى حلول الأعياد. وبالتالي، الأمور رهن بانتظار العام المقبل وبالمستجدات، وهل سيتمّ تجديد لقائد الجيش ام لا، وغيرها من الاستحقاقات.
وتشير المصادر إلى ان “الخطيب مازال يقوم بلقاءاته بهدف الحصول على وعد من المرجعيات الروحية لعقد القمة في مقر المجلس الشيعي وليتم من بعدها الاتفاق على الزمان والبيان. إذ يشكل المكان النقطة الاولى التي يوجب الاتفاق حولها، يليه الزمان ومن ثم البيان، لكن حتى الساعة لم يتم الاتفاق بعد على هذه النقاط الثلاث.
ورحّبت بكركي بدعوة الخطيب وأعرب الراعي عن تلبيته الدعوة أينما عقدت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى دار الفتوى. ورغم أن الشيخ أبي المنى كان يسعى منذ توليه مشيخة العقل لجمع القادة الروحيين في دار الطائفة، التي تُعتبر الميزان الوسطي والمكان الأمثل للقاء الجميع تحت سقفها، إلا أنه لا يمانع عقدها في أي من المقرات الروحية، كون عقد القمة أهم من الأمور التفصيلية الأخرى، لأن هدف القمة إضفاء جو عام عن الوحدة والتشارك والوطنية والخروج بموقف واحد موحد بمواضيع معينة بما فيها موضوع المقاومة. وكان بدأ الاتفاق على صيغة معينة يرتاح لها الجميع، أكان من بكركي التي تنادي بالحياد أو غيرها من المرجعيات، بالاضافة على مسائل أخرى تستوجب الاتفاق حولها، تتيح للمجتمعين إصدار بيان ختامي متين ومتماسك. لكن ما زالت هناك عقبات تمنع عقدها راهنا، تختم المصادر.
يولا هاشم