- Advertisement -

- Advertisement -

بيار ابراهيم اوسابيوس / بقلم : المهندس جان جبران

Betico Steel

عندما نقول بيار اوسابيوس، يأخذنا التاريخ الى ابراهيم اوسابيوس، إبن سليم، من قرية بيت حباق قضاء جبيل ، عائلة من عائلات بلاد جبيل العريقة بالآدمية والرصانة . من هناك، من على اجمل تلة في قرية بيت حباق، منزلٌ جميلٌ مزنَّر باشجار الصنوبر، يعانق تاريخا عريقا بالثقافة والعلم والمرجعية. رجالات رحلوا تاركين ذكرى لن تُنسى وها هو بيار وحيد العائلة من آخر هذه الرجالات التي غابت اليوم لتبقى تلك التلة ذكرى بيت اوسابيوس التي ستحملها الاجيال بالذاكرة مترحمةً على أصالة البيوت والعراقة …
اخي بيار غيابك جرحٌ عميق في وجداننا ، مع غيابك ستغيب عنا صداقة الاوفياء الحقيقيين، مع غيابك ستغيب عنا جمال الجلسات العائلية والفرح ، مع غيابك خسرنا اخاً لنا بالروح كنّا دوماً نصنفه الاخ السادس، مع غيابك خسرت عائلتك ونحن درعا من الصلابة ، مع غيابك سيغيب الذوق والتهذيب وقوة الارادة .
بيارو ، قبل مرضك وبعده لم تتغير ، بقيت تحافظ على ما انت عليه ، انت الذي تفكر، تخطط، وتعمل في يديك ، كل زاوية في منزلك وحديقته، لك فيها بصمات لن تُنسى من اهل البيت وزواره ، تعبت كثيراً، جاهدت كثيراً، لتُبقي مجد عائلتك والبيت، وهكذا صار ، فقدت والدك ابراهيم، ووالدتك تريز ، لتصبح انت الاب والام لشقيقاتك الثلاثة ( تيلدا، مَي وريتا ) غمرتهُنَّ بالحب والعاطفة والاحترام، وبقيت جامعا لعائلتك الصغيرة والكبيرة، من فرنسا الى بيت حباق لتبقى صورة تاريخ بيتِكَ العريق تلمع على تلة بيت حباق المطلة على بيتنا في شامات، وكأن القدر يعلم بانه لن يبقى في الذاكرة سوى الذكريات الجميلة التي عشناها معكم انت ورفيقة حياتك كاتيا، ام الوردات الثلاث ( لِيَّا ،كريستين وصوفي ) وها اننا اليوم وبكل وجع وتحَسّر نبكيك ونودعك انت الذي لم يخيفك الرحيل ، بل كنت تطلب منَّا الصلاة ليكون العبور سهلاً …
اخي بيار انه من المستحيل ان يُقنِعَنا القدر بانك قد تركتنا، ولكن جمال القدر بانه مستحيل ان لا نلتقي يوماً, لان المسيح قام ?

جان جبران

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد