- Advertisement -

- Advertisement -

مؤسسات الامن في دائرة الاستهداف…الحقبة ما قبل الاخيرة من سقوط الدولة

نجوى ابي حيدر

المركزية- كل المؤسسات الدستورية والاقتصادية والمصرفية والتربوية والاستشفائية في لبنان تلقت ضربات في الصميم وانهارت، وهي ولئن بقيت مستمرة فبشق النفس، الا واحدة هي المؤسسة الامنية التي تجاوزت القطوع وبقيت ضربتها حديدية لا يجرؤ احد على مواجهتها. بيد ان هذا لا يعني ان من يقف خلف مشروع انهيار لبنان، قطع الامل في دكّ العمود الفقري لآخر مرتكزات الدولة ، ولو ان المس به ممنوع دوليا.

لم ييأس اصحاب الضمائر السوداء والخطط الجهنمية من استهداف المؤسسة العسكرية واجهزة الامن الخارجة عن نطاق سطوتهم، فهم لم يعدموا وسيلة الا واستخدموها ولم يتركوا فخا الا ونصبوه، ولكنّ عبثا حاولوا ويحاولون، كما تقول مصادر سياسية تبوأت مراكز وزارية في حقبة سابقة لـ”المركزية” اذ ان مجرد مراقبة انسيابية الحملات والهجمات التي تشن على المؤسسات الامنية وقادتها، يكشف النقاب عن المضمور لها. وتستعرض في معرض تدعيم الرأي هذا الاستهداف الاعلامي المتواصل فصولا لقائد الجيش العماد جوزف عون كما لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ولو بنسبة اقل، وللمؤسستين رمزيتهما كونهما الوحيدتين غير الخاضعتين لسطوة الدويلة.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

واذ تذكّر بالخلاف المحتدم بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش على خلافات خلفياتها محض سياسية، بحسب المصادر، وقد انفجرت تكرارا وتنفجر كلما اقتضت الدواعي السياسية والملف الرئاسي ذلك، تبدي تخوفها من  انفجار جديد على نطاق اوسع، على خلفية انزعاج  الوزير من اداء القائد وما يعتبره تجاهلا له في قرارات يتخذها ولا يطلعه على ما ينوي القيام به. وتكشف ان وزيرالدفاع حرص على اطلاع مراجع دينية مسيحية على الوضع لتحصين موقفه وتأمين التغطية قبل الاقدام على خطوات عملية بالاستناد الى وثائق ومعطيات تدين التفرد في المواقف وتجاهل موقع وزيرالدفاع المفترض ان يضعه  القائد في ما ينوي القيام به.

وتعتبر ان الصراع بين الوزيروالقائد هو انعكاس لخلاف التيار الوطني الحر والرئيس السابق ميشال عون مع العماد جوزف عون الذي يرفض الخضوع للإملاءات السياسية. ومثله خلاف وزيرالداخلية بسام المولوي مع مديرعام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تقول اوساطه انه لا يعرف خلفيات الخلاف وقد فوجئ به وان الوزير لم يفاتحه  بحقيقة موقفه .

وبعيدا من “حرتقات” صغيرة اهدافها كبيرة، تعرب المصادر عن خشيتها من استمرار مسلسل الانقضاض على مؤسسات الدولة لتفريغها بالكامل بدءا من اعلى الهرم في قصر بعبدا حيث الشغور منذ تسعة اشهر، وصولا الى مؤسسات الامن الصامدة، والمدعومة دوليا، شأن يزعج اصحاب مشروع تفريغ الدولة، ذلك ان استمرار الدعم لا سيما الاميركي يعرقل خطة اضعافها لاخضاعها ، فيلجأون الى تكتيك آخر تارة بتعكير الامن حدوديا وطورا بافتعال اشكالات في مواقع ومناطق حساسة علّها تسهم في توريط الاجهزة الامنية والعسكرية وشحن النفوس ضدها سياسيا وشعبياَ، ليسهل الانقضاض عليها.

ما يدور من حوادث وما ينفذ من مخططات على الساحة المحلية اليوم بالتزامن مع حملات اعلامية موجهة ضد القادة العسكريين والامنيين، ليس سوى الجزء ما قبل الاخير من مسلسل وضع اليد على الدولة اللبنانية، والخوف كل الخوف، تختم المصادر من ان ينجح المتآمرون في بلوغ هدفهم، في غفلة من الزمن حيث الانشغال الدولي بملفات وازمات عالمية ، فتنتهي حقبة لبنان الازدهار والحضارة والتألق والنمو والعيش المشترك المنصوص عنه في دستور الطائف ويبدأ عصر لبنان المحور وهو لا يشبه اللبنانيين حكما.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد