يوسف فارس
المركزية – فرضت التطورات المتسارعة في المنطقة مراوحة سلبية في الملف الرئاسي اللبناني يمرر فيها الوقت بحركات هامشية ولقاءات شكلية لا جدوى منها واجترارات لذات المواقف الصدامية فيما حركة المساعي الصديقة والشقيقة لا يبدو انها دخلت فقط في استراحة مؤقتة بعد قمة جدة بل يخشى ان تفرض جدول اعمال جديدا تصبح معه حركة المساعي ثانوية هذا اذا لم تعطلها.
واذا كان النشاط الدبلوماسي الاخير الذي اندرجت في سياقه لقاءات السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قد رسمت خارطة طريق لاتمام الانتخابات الرئاسية على قاعدة ان يتحمل اللبنانيون مسؤوليتهم الوطنية على هذا الصعيد، الا ان الوقائع الداخلية ما زالت معاكسة لهذا المنحى ورافضة سلوك اي معبر داخلي نحو التوافق على رئيس للبلاد. غير ان اللافت للانتباه في هذا السياق ما بدت انها محاولة جديدة لارباك الداخل والتشويش على الايجابيات التي تولدت عن تلك الحركة، ان من خلال العودة الى اغراق البلد بشائعات وتخيلات كمثل الحديث عن ان تلك الحركة سعت الى ترويج خيارات رئاسية واسماء جديدة لرئاسة الجمهورية، او تفسيرات قديمة – جديدة تقوّل الموقف السعودي ما لم يقله وتحديدا حول رفض او غض نظر عن وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة اضافة الى الحديث عن حوار رئاسي خارج لبنان، وما ذلك سوى اختلاقات في الوقت الضائع.
عضو كتلة الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يؤكد لـ”المركزية” عدم تفاؤله بكل الحراك الداخلي والخارجي في الملف الرئاسي، عازيا ذلك الى تمسك الثنائي الشيعي برئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح وحيد اوحد لا بديل عنه ولو على حساب الوطن، وقافزا بذلك فوق ارادة القوى المسيحية الرافضة باجمعها لهذا الترشيح باعتبار وصوله الى سدة الرئاسة سيشكل امتدادا للعهد السابق الذي اوصل البلاد الى هذا الدرك من الانهيار على كل المستويات.
ويتابع لافتا الى ان الرياح التوافقية التي لفحت وجه المنطقة وترجمت في اتفاق بين المملكة العربية السعودية وايران لم تبلغ بعد الساحة اللبنانية حيث كل فريق لا يزال متمسكا بمواقفه الرافضة لوضع البلاد على سكة التعافي ومدخلها انتخاب رئيس سيادي للجمهورية غير محسوب على محور خصوصا محور الممانعة.
وردا على سؤال حول عدم اتفاق المعارضة على مرشح رئاسي يقول: “هناك توافق على اكثر من اسم وشخص يحظى بخمسين صوتا ولكن عدم تأمين العدد اللازم لفوزه هو ما يحول دون تسميته حتى الان. المحادثات قائمة مع التيار الوطني الحر لبلوغ الحصيلة المطلوبة للفوز ولكن انعدام الثقة برئيس التيار جبران باسيل هو ما يؤخر الاتفاق على الرئيس العتيد للبلاد وبالتالي تأمين الاكثرية النيابية اللازمة لفوزه”.