- Advertisement -

- Advertisement -

رسالة تتجاوز التوقيت

مارك بخعازي – نقلاً عن موقع Tayyar.org

من المؤسف أن تكون مسألة تقديم الساعة او تأخيرها، قد أخذت هذا البعد الطائفي والمذهبي.
قد لا يكون وراء الإجراء الذي قرره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحت الحاح رئيس المجلس النيابي نبيه بري وضغطه، ابعادا تتجاوز القصد منه. لكن الطريقة التي تم فيها إخراج هذا القرار في ظل الأجواء المشحونة ، كانت ” القشة التي قصمت ظهر البعير”.فلم تتأخر ردات الفعل في الظهور، والتفسيرات الشتى في البروز لدى المسيحيين الذين بدأت الشكوك تتسرب إلى عقولهم وقلوبهم، انطلاقا من ممارسات ومواقف فوقية واستعلائية في مرحلة الشغور الرئاسي . وما زاد من مخاوف المسيحيين إصرار الرئيس بري على عقد جلسات تشريعية، والدعوة المتكررة للرئيس ميقاتي لجلسات لمجلس الوزراء المستقيل والذي يتعين عليه دستوريا أن يصرف الاعمال في أضيق الاطر، لا أن يحكم في غياب رئيس للجمهورية، يبقى على الرغم من ضمور صلاحياته الدستورية بعد الطائف ، رئيس البلاد ورمزا لوحدة شعبها وارضها ومؤسساتها. وقد ترافق ذلك مع حملة تشهير بحق القوى المسيحية على لسان المسؤولين في الثنائي الشيعي والمقربين من ميقاتي، بوصفهم لهذه القوى بأنها تغامر وتقامر بالاستقرار السياسي وحتى بوجودها، وتعبث بمقتضيات الوفاق على طريقة” يا حلوه يا آدميه شيلي منك وحطي فيي”. وكأن القوى المسيحية هي التي دعت إلى جلسات تشريعية ، والى انعقاد ” الميني حكومة” التي باتت ك” البطة العرجاء”. وما زاد الطين بلة استمرار الحملة الظالمة المسفة ضد” رئيس التيار الوطني الحر”جبران باسيل ونسبة كل التأزم اليه. وقد افتضح امر الثنائي وميقاتي في توفير الحماية للحاكم بأمر المال رياض سلامه، والسعي إلى تحصين موقعه وموقفه في وجه العدالة اللبنانية والعدالة الدولية.ad
كل هذه الأسباب وسواها من مواقف التنمر ،كانت ” مبلوعة” إلى حد ما لو أن الثنائي الشيعي مدعوما من رئيس الحكومة لم يرشح سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية متحديا رأي ” التيار الوطني الحر”، ” القوات اللبنانية”، ” الكتائب اللبنانية”، النائب ميشال معوض، من دون اغفال النواب المسيحيين المستقلين. هكذا خاطب الثنائي الجميع:” ليس لدينا الا فرنجيه. انتخبوه، والا لن يكون لكم رئيس سواه. ونحن لدينا القدرة على الانتظار.” انه مرشح التحدي بامتياز. هذا ما شعرت به القوى المسيحية على اختلافها، وفاقم لديها اسباب النقمة.مع الإشارة إلى أن نقطة ضعف هذه القوى هي في عدم قدرتها على الاتفاق على مرشح واحد ليخوض المواجهة، أو يساعد على أحداث ثقب في الجدار المسدود ،ويفتح الباب أمام حوار جاد ينتج رئيسا مقبولا من الجميع.
إن ” حماقة” قرار ميقاتي المملى عليه من بري، أتم كل عوامل التفجير في الوسط المسيحي ، فكانت وحدة الموقف على اختلاف مستويات التعبير عنها، مفاجئة وصادمة وغير متوقعة. لكن المؤشر الأخطر انها كانت رسالة ذات معان ودلالات تتصل بالانتخابات الرئاسية ومفادها” تنبهوا إلى ما قد يحصل في حال امعنتم في الضغط لفرض فرنجيه .” بمعنى أن ردة الفعل تجاه محاولة الثنائي الشيعي ستكون اكثر حدة، واشد صخبا. وبالتالي سيتعين على الثنائي وميقاتي وسواهما ممن يؤيدون رئيس” تيار المردة” أن يستعدوا لمواجهة أوسع في الشارع المسيحي، أين منها ما جرى في نهاية عهد الرئيس السابق امين الجميل عندما رفضت القوى المسيحية في حينها محاولة سوريا فرض الرئيس سليمان فرنجيه، ومحاولة واشنطن – دمشق تسويق النائب مخايل الضاهر تحت شعار:” الضاهر او الفوضى”. وبالتالي، فإن ما حصل هو ” بروفا” لما سيكون عليه الوضع حيال الاستمرار في ترشيح فرنجيه. وأن ترشيح الاخير – جراء ردود الفعل المسيحية التي أدت الى إلغاء قرار رئيس حكومة تصريف الاعمال- اصيب باعطاب واهتزازات، لن يستطيع الخروج منها بسهولة. وذلك سيقود إلى التفتيش عن خيار آخر، قد يكون مرشحا ثالثا، أو ” دوحة جديدة.”
اما اتهام المسيحيين بالتعصب والطائفية والانفصال والتشكيك بوطنيتهم ، فهذا كلام بضاعته كاسدة والفوه يصدر من طائفيين ومذهبيين يلبسون مسوح الوطنية والعلمانية المزيفة.
انه زمن الجنون الجماعي.

Ralph Zgheib – Insurance Ad

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد