- Advertisement -

- Advertisement -

انطوان صعب – في ذكرى اغتيال جبران تويني: “سواطير الكلام” ما زالت هي هي

في الذكرى الـ١٧ لاغتيال النائب، والصحافي، والكاتب، والثائر، وعاشق الحرية، جبران غسان التويني، ما زلنا في الدوّامة ذاتها نطرح علامات الاستفهام حول أحوالنا منذ اغتياله. والى أهمية السؤال من إغتال جبران، وماذا عن آخر التّحقيقات ، سؤال آخر محوري وفحواه لأية أهداف اغتيل جبران؟ فالسلاح المتفلّت من سلطة الدولة ما زال منتشراً في ثنايا الوطن. والطائفية التي لطالما نفر منها جبران في مقالاته تنخر في جسم الدولة والحياة السياسية اللبنانية والدستورية. الفساد لم يضربه الحياء، وانما تعزّز أكثر من أي وقت مضى بإنتظار اجتثاثه. قوانين الانتخابات هي هي، أشبه بمحرّكات لمحادل انتخابية قادمة ، وصراعات داخل الصفّ الواحد. التدخلات الخارجية عادت لتطلّ من رأسها بعد أن تحرّرنا من الوصايات علينا، وقوى إقليمية تشد لبنان ليصبح في محورها غير ابهة بمصلحة لبنان.الحكومات لا تتشكّل وفق منطق الكفاءات ومعايير الجدارة والنزاهة والمناقبية، وانما المحاصصة والتقسيمات السياسية والطائفية والمذهبية هي السائدة. لكننا يا شهيد الصحافة والحرية، سنظلّ نسير على درب القيم الوطنية التي ناديت بها، ليصبح الاستقلال ناجزاً، والسيادة كاملة، والحرية مصانة، في وطن الأرز والشموخ والعنفوان. ونستذكر اليوم أحدى افتتاحياتك التي كانت مدرسة في الوطنية والاستقلالية: “سواطير الكلام”، والتي تعتبر هدّامة أكثر من المدفع.نعم يا جبران، هذا هو منطق اللعبة السياسية في لبنان، التهجّم والقدح والذم ونكء جراح الماضي والحروب الأهلية، وغياب التطلعات الرؤيوية المستقبلية. على أمل أن نعي يوماً أهمية استشهادك في سبيل لبنان.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد