تشارك رئيسة جمعية انسان للبيئة والتنمية المهندسة ماري تريز مرهج سيف في مؤتمر تغيير المناخ COP27 الذي سيعقد في شرم الشيخ من ٦-١٨ من نوفمبر وسيكون لها مداخلات يوم ١٠ نوفمبر ضمن فعاليات الشبكة العالمية لتغيير المناخ والشبكة العربية للبيئة والتنمية للتحدث عن البلاستيك واثاره السلبية على الانسان والبحار.
قمة المناخ العالمية تنطلق اليوم بمدينة شرم الشيخ، حيث كان من المفترض أن تنعقد في ظروف أحسن، بالمقارنة مع القمم الأخرى السابقة، بخاصة قمة غلاسكو/2021 التي طغت عليها آثار وباء كورونا والخلافات الدولية، الصينية-الأمريكية تحديداً.
وتشير المعطيات العالمية بأن القمة الحالية التي تنعقد في القارة السمراء، محاطة بتحديات جمة، بما في ذلك ، آثار الحرب الروسية الاوكرانية، تسارع مسارات المتغيرات المناخية وبقاء شبح وباء كورونا.
تواجه ثلاث أزمات مترابطة القمة الحالية، وقد تحتل كل واحدة منها مساحة واسعة في النقاشات والمقررات، لنَقُل التوصيات التي ستصدر عنها.
تتمثل الأزمة الأولى بسرعة ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن الانبعاثات الحرارية في ظل التباطؤ العالمي في الالتزام بسياسات خفض الوقود الأحفوري.
وقد أعلنت هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة نهاية الشهر الفائت (نوفمبر 2022) أن عدم التزام الدول ببنود ومقررات اتفاقية باريس/2015 حول المناخ يضع العالم على طريق ارتفاع الحرارة بمعدل 2.6 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحالي.
تتجسد الأزمة الثانية في الحرب العدوانية التي أعلنتها روسيا ضد أوكرانيا اذ لم تعرّض الأمن الغذائي العالمي الى الخطر فقط، بل تركت آثاراً كبيرة على المناخ وعرقلت الجهود الدولية لأي اتفاق من شأنه خفض مستوى المخاطر المناخية. ومن المحتمل ان ينعكس كل ذلك على قمة شرم الشيخ ويقيد طموحات العالم للجم الانبعاثات.
أما الأزمة الثالثة فهي اقتراض الغذاء من الأرض، ذلك أن ما توفره الأرض لما يقارب ثمانية مليار إنسان من الغذاء سنوياً، نفد قبل أوانه.
كما ان منطقة الشرق الاوسط ومال افريقيا تواجه تحديات كبيرة فيما خص ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة واتساع دائرة التصحر. وتعود أسباب ندرة المياه في المنطقة، إضافة إلى سنوات الجفاف المتتالية وقحولة مناخ أجزاء منها، الى الإدارة غير المستدامة، النمو الاقتصادي والسكاني الذي يتطلب الكثير من الماء، والطاقة، الغذاء والسكن.
سوف يحتل الحوار حول تقديم 100 مليار دولار للدول الفقيرة، منها دول عربية، مساحة كبيرة في أروقة قمة شرم الشيخ، انما لا يأتي التكيف بالمساعدات وحدها؛ انه امر يقتضي رسم سياسة بيئية جديدة قادرة على تغيير الأنماط المعتادة في استهلاك الموارد. لم تعد المسألة تقديم الغذاء فقط، بل هي إدارة متكاملة لجميع الموارد الطبيعية والاصطناعية، كما انها إعادة تفكير في الطبيعة وما توفره من الموارد بناءً على حلول مستدامة تكون المجتمعات جزء حيوياً منها.