- Advertisement -

- Advertisement -

جعجع عن مشهد الأمس : رقص برتقالي على جثة وطن

نجوى ابي حيدر – “المركزية”

المركزية- “معك مكملين” شعار رفعه محازبو ومناصرو التيار الوطني الحر يوم امس خلال مواكبة رحلة انتقال الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا الى الرابية مع انتهاء ولاية السنوات الست في رئاسة جمهورية لبنان، او ما تبقى منها. مكملين، نعم، لكن، الى اين ؟ سؤال بديهي  طرحه معظم اللبنانيين ممن عاينوا مشهد الامس وعايشوا معاناة العهد بمرارته واوجاعه، بمآسيه وحقباته السوداء وكل ما تخلله من دمار وموت وانهيار.

مكملين، ولكن… كيف؟ وما هي خريطة الطريق؟ وما لم يتمكن التيار وسيده من تحقيقه خلال ست سنوات في رئاسة جمهورية لبنان، امتلكوا فيها كل المقدرات في البلاد كيف سيحققونه خارج الرئاسة؟

Ralph Zgheib – Insurance Ad

تقييم مشهد الحشد الشعبي البرتقالي وخطاب الرئيس عون واجراءات ربع الساعة الاخير في بعبدا، الى عون المحرر من قيود الرئاسة وسياساته المستقبلية وخطوات المعارضة في زمن الشغور وصولا الى احتمال انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا، مواضيع فندها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لـ”المركزية” في آخر يوم من الولاية الرئاسية.

الحشد الشعبي ليس مقياسا للعمل السياسي الناجح يؤكد جعجع، هو في معظم الاحيان يعبّر عن تعلّق عاطفي مَرَضّي لمجموعات بشرية بشخص معين، وتاليا ظاهرة لا يمكن التوقف عندها. “هنا تحديدا اتوجه بسؤال الى كل مواطن لبناني شارك في حشد الامس، حينما عاد الى بيته، هل وجد ماء وكهرباء وفرصة عمل لابنه او اخيه؟ هل استرد وديعته من المصرف؟ هل اوقف هجرة خيرة شباب لبنان؟والاسئلة تكاد لا تنتهي…الا يعيش هؤلاء ظروف القهر والذل والحرمان التي يقبع في ظلها اخوتهم في المواطنة؟ وان افترضنا انهم يؤخذون بشعار التعمية “ما خلونا”، ولو سلمنا جدلا انه واقع وحقيقة، فالمنطق يفترض مقاربة بسيطة تقول بأن حزبا، كالتيار الوطني الحر، اوصل رئيسه الى رئاسة الجمهورية وكانت له اكبر كتلة نيابية في المجلس من 29 نائبا ويمتلك مع حلفائه الاكثرية النيابية ولديه وحده الثلث المعطّل في الحكومات على مدى ست سنوات واكثر، اذا لم يستطع ان يحقق ما يصبو اليه، بكل عناصر القوة السياسية هذه من نفوذ وموقع وسلطة وقرار ، فلماذا يكمل مساره في العمل السياسي، وعلى ماذا يراهن بعد؟ وتبعا لذلك، وان من يتهمهم بالوقوف خلف مقولة الـ “ما خلونا”، “ما خلو عون” هل “لح يخلو باسيل مثلا”؟  ويضيف: ما عايناه امس مجرد مآساة ملهاة، لقد كانوا يرقصون على جثة الوطن.   

عن خطاب عون يقول جعجع ” لم استغرب ما ورد فيه للحظة، الرجل هو هو، منذ تعرفت اليه عن كثب عام 1986 لم يجرِ اعادة قراءة لمساره السياسي، والانكى انه يتجه انحداريا. المأساة مستمرة معه ، فكلما اقفل مشهدا تراجيديا يفتح البلاد على آخر اكثر مأسوية ، على غرار خطوة توقيع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة حكما، وفي ذلك انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا ينفك يشكو منها عون وباسيل، وهما اكثر من ينتقصان منها ويهشمانها. فعوض ان يختم عهده بخطوة ايجابية قدم سلة من السلبيات لا علاقة لها لا بحقوق المسيحيين ولا باللبنانيين عموما، وانما ليكمل مبارزته الشخصية مع الرئيس نجيب ميقاتي.

عن حقبة ما بعد عون في الرئاسة يعتبر جعجع ان الاسوأ حصل في عهده، فماذا  ابعد من خراب لبنان، الا ان المفارقة الوحيدة انه في الرابية لا يملك سلطة القلم، ما يعني التأثير بدرجة اقل على مجريات الحياة السياسية. ويتوجه جعجع بالسؤال هنا لباسيل الذي يفكر بالترشح للرئاسة: لماذا تترشح ما دمت لم تعد تملك كتلة الـ 29 نائبا ولا الغالبية النيابية وكل النفوذ الذي امتلكه عون للوصول الى الرئاسة و”ما خلوه…فكيف لح يخلوك؟”

ماذا اذاً عن دور المعارضة في المرحلة المقبلة؟ يقول جعجع: المعارضة هي الجهة الوحيدة القادرة بعد خروج الرئيس عون من بعبدا ان تغير المشهد السياسي القاتم ولا خلاص الا بتوحدها، ما دام فريق الموالاة ادى قسطه للعلى واوصل البلاد الى حيث هي . رهاننا على وعي كل نائب في المعارضة وتكثيف الاتصالات، وقد بدأت تظهر بوادر تحسّن لجمع المعارضة، على امل ان تثمر وحدة تنتج رئيسا لخلاص لبنان.

عن تموضع ح ز ب الله بين باسيل والرئيس نبيه بري في ظل الحرب الشعواء بينهما يؤكد انه سيبقى في موقع ضبابي. هو لا يتخلى عن باسيل الذي يمدّه بالغطاء المسيحي والقوة السياسية ويؤمن سبب وجوده واستمراره وقد رهن لاجله لبنان، لكن الاولوية للرئيس بري حكما.

في غياب اي مبادرة او حركة دولية فاعلة على الخط الرئاسي، هل تعتقدون ان قائد الجيش العماد جوزف عون بات رجل “الرئاسة” الوحيد القادر على جمع اللبنانيين بتقاطع القوى السياسية على شخصه؟ يوضح جعجع: العماد عون من خلال ممارسته في قيادة الجيش كشف عن شخصية وطنية بامتياز وعن كفاءة وجدارة لا مثيل لهما وقلبه على لبنان، بيد ان الرئاسة شيء آخر. فالحياة السياسية يجب ان تستقيم ويرأس البلاد شخص سياسي مدني، هذا ما نفضله. الا ان القوى السياسية، ان اتفقت على العماد عون، فلن نعارضه قطعاً.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد